www.tasneem-lb.net

السيدة فاطمة (ع)

السيدة فاطمة (ع) - المشكاة هي فاطمة |3|

ديننا
المشكاة هي فاطمة
|3|

تأويل آية النّور
وتُتابع الآية الكريمة ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ .
 فما المراد بتلك الأنوار التي ضرب الله تعالى بها مثلاً؟

الجواب نقرأه في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيها: " فِيهَا مِصْبَاحٌ": الحسن (عليه السلام)،  " المصباح في زجاجة": الحسين (عليه السلام).

فالإمام الحسن (عليه السلام) هو المصباح المنير، إلا أنّ الذي ينشر نوره وضياءه وصفاءه هو الإمام الحسين (عليه السلام).

ويُكمل الإمام الصادق (عليه السلام) حديثه عن تأويل الشّجرة المباركة الزّيتونة الّتي توقد ذلك المصباح، فيتحدّث عن جذور الإمام الحسن والحسين  (عليهما السلام) من الإمام عليّ (عليه السلام) إلى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم إلى آبائهما في السّلسلة الطاهرة التي يرجعان بواسطتها إلى جدّهما خليل الله إبراهيم (عليه السلام) فيقول (عليه السلام): " يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ": إبراهيم (عليه السلام)، "زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ": لا يهوديّة ولا نصرانيّة" ويكمل تأويل النّور على النّور فيقول (عليه السلام): " نُّورٌ عَلَى نُورٍ ": إمامٌ منها بعد إمام، "يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء ": يهدي الله للأئمة (عليهم السلام) من يشاء".

بقي تأويل المشكاة التي هي بيت النّور ومصدر انبعاثه، ومنطلق ضيائه فما المراد بالمشكاة؟ يجيب الإمام الصّادق (عليه السلام): " مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ": فاطمة (عليها السلام).

وفي الإطار ذاته ورد عن عليّ بن جعفر (رض) قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ "كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ"، قال: "المشكاة فاطمة، والمصباح الحسن، والحسين الزّجاجة، كأنّها كوكب دريّ قال: كانت فاطمة كوكباً دريّاً من نساء العالمين، يوقد من شجرة مباركة الشجرة المباركة إبراهيم لا شرقيّة ولا غربيّة لا يهوديّة ولا نصرانيّة، يكاد زيتها يضيء قال (عليه السلام): يكاد العلم أن ينطق منها ولو لم تمسسه نار، نور على نور قال: ابنها إمام بعد إمام يهدي الله لنوره من يشاء قال (عليه السلام): يهدي لولايتهم من يشاء".

وورد عن الكابليّ: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:" فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّور الَّذِي أَنزَلْنَا " فقال: "يا أبا خالد, النّور، والله، الأئمّة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة، وهم والله، نور الله الذي أنزل. وهم، والله، نور الله في السماوات وفي الأرض. والله، يا أبا خالد، لَنُور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنّهار. وهم والله ينورّون قلوب المؤمنين، ويحجب الله عز وجل نورهم عمّن يشاء، فتضلّلهم قلوبهم. والله يا أبا خالد، لا يحبّنا ويتولاّنا حتى يطهّر الله قلبه، ولا يطهّر الله قلب عبد حتى يسلّم لنا، ويكون سلماً لنا، فإذا كان سلماً لنا سلّمه الله من شديد الحساب، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر".

وورد في الزيارة الجامعة: "خلقكم الله أنواراً، فجعلكم بعرشه محدقين"،
وورد في زيارة الإمام الحسين: "أشهد أنَّك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة"، وورد في زيارة الإمام الكاظم (عليه السلام): "السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض".س
وفي هذا المعنى أنشد الشاعر:
هم النّور نور الله جل جلاله        هم التّين والزّيتون والشفع والوتر
(الشيخ أكرم بركات/موقع سراج القائم). 
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد