www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم |4|

مجتمعنا
مشاكل اجتماعية معاصرة تواجه العالم
|4|

أبغض الحلال
أدّت الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة والتي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة مع تفشي وباء كورونا، إلى مشكلات اجتماعية خطيرة، أبرزها ارتفاع في نسب الطلاق في العالم العربي عموماً ولبنان خصوصاً. فإنّ نسبة الطلاق مقارنة مع عدد الزيجات هي ما بين 25 و30 بالمئة بحسب ما تسجّله المحاكم الشرعيّة الجعفريّة في لبنان. 

◼نعم هناك الكثير من المشاكل العائلية تؤدي في النهاية إلى الطلاق وهو أحياناً الحلّ الأنسب لها. ولكن...

السؤال هنا: هل فعلاً الطلاق هو الحلّ الوحيد لمعظم المشاكل العائلية؟ وهل يقع كيفما كان؟

◼من أبرز أسباب الطلاق حول العالم وفي لبنان:
- عدم الانسجام بين الزوجين ومردّ ذلك إلى الاختلاف في البيئة والثقافة بحيث تفرض على كلّ طرف طباعاً وأمزجة خاصّة، واختلاف الأولويات والأهداف. 
- الأمور المالية كاختلاف الآراء حول كيفية إدارة الشؤون المالية من حيث الإنفاق والادخار، وعدم القناعة بالواقع المعيشي خصوصاً في الأزمات الاقتصاديّة الحالية.
- الثقافة الغربيّة كأن يكون أحد الزوجين قد تربّى تربية غربيّة وتثقَّف بثقافة الغرب، فيكون الاختلاف في المنظومة القِيميّة بين الطرفين دافعاً إلى الإقدام على الطلاق.
- وسائل التواصل الاجتماعي وهذه الوسائل لها دور يتراوح بين 12 و15 بالمئة، فقد سهّلت هذه الوسائل الانحدار الأخلاقيّ والتربويّ عند بعض الناس، وهي تعجّل وتقرّب من وقوع الخطأ، بحيث لا يتقبّله الطرف الآخر.
- عمل المرأة خارج المنزل وإهمال دورها الأساسي في المجتمع أي بناء الأسرة السليمة. وهو مؤثّر نسبة 5 في المئة، فإنّ عمل المرأة يُحدث فراغاً في المنزل، ووجودها داخله عامل هامّ في استقرار الأسرة وبثّ السكينة والعطف والاهتمام الذي يحتاج إليه كلّ من الزوج والأولاد.
- عدم اهتمام الرجل بزوجته وإهمالها والعكس صحيح، وقلة التواصل بينهما، وتعدّد علاقات الرجل المشروعة وغير المشروعة والمباشرة وغير المباشرة.
- الزواج المبكر جداً مع غياب التوعية اللازمة بكلّ مسؤوليات الزواج وبناء الأسرة. فتكون المشاعر شغلهم الشاغل فيما بينهم وحين مواجهة واقع الحياة ينصدمون به.
- غيرة المرأة وقد تكون لها أسباب واقعيّة وقد تكون ضرباً من ضروب الوهم. ولغيرة المرأة تأثير في طلب الطلاق من 15 إلى 20 في المئة.
- العنف المنزلي وسوء المعاملة (الجسدية واللفظية) وذلك بسبب سوء اختيار الشريك وقد يكون بسبب تعاطي المخدِّرات وهو سبب رئيسي للطلاق.
- إفشاء الأسرار المنزلية والسماح بتدخل الآخرين في الأمور العائلية الخاصّة.

◼والكثير من المشاكل والأسباب التي يمكن حلّها من خلال استشارة أهل الاختصاص، والمعاملة الحسنة بينهما القائمة على أساس التسامح والتنازل والتستر عن عيوب بعضهما، ومراعاة الحقوق والواجبات الزوجية الإسلامية بينهما، وأخيراً عدم إهمال الجانب الإنسانيّ بينهما.

◼أعزائي ليست كلّ مشكلة زوجية حلّها الوحيد الطلاق، فلتتصبروا ولتعقلوا ولتتوكلوا على الله ولتراعوا بعضكم حبّاً بالله.
(من لقاء على مجلة بقية الله/ بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد