www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - دعاء شهر رجب خاب الوافدون على غيرك (الجزء الثاني)

دعاء شهر رجب
خاب الوافدون على غيرك
(الجزء الثاني)
     

المقطع الثاني: بابك مفتوح للراغبين، وخيرك مبذول للطالبين، وفضلك مباح للسائلين، ونيلك متاح للآملين، ورزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك.

يفتح هذا المقطع من دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) بابًا واسعًا للبحث والتأمل في أسماء الله وصفاته.
ألسنا نذكره تعالى بأنه الرحيم الكريم المعطي الجواد الرازق الباسط.. فأي رحمة وفيض وجود ورزق نحن نقصد؟

في المعيار الإنساني للسخاء، قد نجد الكثيرين من الأشخاص المتميزين بصفة الكرم والجود ولكن ليس لدرجة أن يحملوا أموالهم ويرشونها على الناس في الطرقات!

إنما في المعيار الإلهي لهذه الصفات الربانية، فإنّ ذلك يحدث حرفيًّا!

فعندما نقول أن الله عز وجل هو المعطي وهو الجواد وهو الكريم، فمعنى ذلك أن رحمته لا حد لها، وأن كرمه وفيضه وعطاءه يشمل جميع مخلوقاته: المؤمن والكافر، التقي والمذنب، الغني والفقير، المريض والمُعافى..

فلا ينبغي أن يتبادر إلى ذهننا برهةً واحدة، بأن فيض الله متفاوت بين العباد!
والقرآن الكريم ثبّت هذا المبدأ في عدّة موارد مثل:
كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (الإسراء 20)

فلماذا إذًا يتفاوت الناس بينهم في الرزق والصحة والأبناء والأموال والقوة..؟
إن هذا الاختلاف يرجع سببه إلى الإنسان نفسه. وهذه واحدة من أسرار جعل الإنسان مختارًا ومريدًا لأفعاله وأعماله.
فعلى أساس هذا الاختيار يأخذ ويتلقى من فيض الله تعالى ما يناسب خياراته.
• فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (التوبة 70)  
•أنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبَادِهِ (البقرة 90)
مع الإشارة إلى الفاعل في فعل "يشاء" هو الإنسان.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد