www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - دعاء شهر رجب خاب الوافدون على غيرك (الجزء الأخير)

دعاء شهر رجب
خاب الوافدون على غيرك 
(الجزء الأخير)

     
المقطع الثالث: عادتك الإحسان إلى المسيئين، وسبيلك الإبقاء على المعتدين. اللهم فاهدني هدى المهتدين، وارزقني اجتهاد المجتهدين، ولا تجعلني من الغافلين المبعدين، واغفر لي يوم الدين.

عندما يخطئ الإنسان مع غيره ويسيء له، فهو أول ما يتوقعه ردة فعل مماثلة. فإذا تعامل الطرف الآخر بالإحسان والعفو يتنبه هذا المسيء لقبيح عمله ويتمنى لو أنه لم يُقدِم على ما فعل!

إنه أسلوب تربوي ناجح جدا في معالجة الأخطاء السلوكية والأخلاقية، تُجنِّب الطرفين من الوقوع في دوامة العدوانية المتبادلة.

والله تعالى له نفس هذا الأسلوب التربوي الجميل مع عباده المسيئين والمعتدين. فهو عز وجل الرب المحسن الرؤوف، الذي لا يرتضي إلا الخير لمخلوقاته، يعالج سيئات أفعالهم وسلوكهم بالخير والإحسان كي تستيقظ قلوبهم وتتراجع عن المعصية.

خلاصة الدعاء:
يختم الإمام الصادق (عليه السلام) دعاءه بطلب الهداية والتوفيق للاجتهاد وتجنب الغفلة ونيل المغفرة.
وهذه التراتبية المذكورة لها أهمية كبيرة:
فعمل الإنسان واجتهاده وتعبه لن يوصله إلى الغاية المنشودة إن لم تسبقه الهداية اللازمة والضرورية، وهي المعرفة والعلم بأصول هذا الاجتهاد.
حتى إذا أدى الإنسان تكليفه بكدّ وإخلاص عليه أن يتنبّه جيّدًا لعدم الاطمئنان إلى نفسه، والشعور بالاكتفاء وعدم الحاجة للمزيد من المجاهدة والسعي، مما يوقعه في الغفلة والسهو.
وبعد أن يقطع العبد هذه المراحل الثلاثة، يصل في النهاية إلى الرحمة الإلهية الخاصة وإلى مغفرة الله وعفوه. فمن غير المنطقي أن يسأل الله المغفرة قبل أن يبادر هو إلى إصلاح نفسه ومجاهدتها.
والحمد لله رب العالمين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد