www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية |2|

ديننا
نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية
|2|

«وَكَما اَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي في كَرَمِكَ».
إنّ نِعَمَ الله تعالى على الإنسان هي عطاءٌ ومَنٌّ وفضلٌ من الخالق على المخلوق، وإنّ من أكبر وأعظم النّعم التي حبانا الله تعالى بها هي إيجادنا.
فلا شكّ أنّ نعمة وجود الإنسان في الحياة تمثّل نعمةً إلهيةً كبيرة لا تقدر بثمن، ذلك أن كل النّعم الأخرى متعلقة بها ومتفرعة عليها.
وإنّ هذه النّعمة العظيمة تقتضي وتستوجب من المخلوق تقدير نعمة المُنْعِم وشُكر الخالق على كرمه وفضله، فإنّ من خصائص النفوس الكريمة تقدير النِّعم والألطاف، وشُكر مسديها ومسببها، وكلّما تعاظمت النِّعم، كانت أحقّ بالتقدير. 
والشكر على النّعم يكون على ثلاثة أنواع:
1- شكرٌ باللسان: بأن يتلفظ الإنسان بألفاظ الشكر فيقول: (الشكر لله، أو أشكر الله)،  وإنّ كل حَمدٍ ومَدحٍ له سبحانه يدخل في إطار الشّكر وإن لم يكن بلفظ الشكر.
2- شكرٌ بالقلب: بأن يعرفَ الإنسانُ بقلبه أن النّعم منه سبحانه، وينوي له شكراً ومدحاً.
3- شكرٌ بالجوارح: بأن يأتي الإنسانُ بما يليق بالمنعم من الطاعة والاجتناب عن المعصية، ولذا قال سبحانه: ﴿اعملوا آل داود شكراً﴾[1]، أي ائتوا بالعمل الذي هو شكر.
وإنّ الشكر لهو من موجبات الزلفى والرضا من المولى عزّ وجل، ومضاعفة نعمه وآلائه على الشكور.
وبهذا الشكر يزداد الإنسان قرباً إلى معطي النعم ومسبب الأسباب، قال تعالى: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ [2]
والحمد لله رب العالمين
[1] سورة سبأ / الآية 13
[2] سورة إبراهيم / الآية 7
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد