www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - تربية الجيل المهدوي |3|

تربية الجيل المهدوي
|3|

المطابقة بين كربلاء والظهور
كما أن أهل البيت (عليهم السلام) تعاملوا بمنتهى الجدية مع أخبار الرسول لهم عن كربلاء، وتعاطوا بالثقة التامة بالوعد الإلهي. فمضوا إلى إعداد الإمام الحسين (عليه السلام) للشهادة وإعداد أخته الحوراء زينب (عليها السلام) للسبي وتربيتها على الصبر العظيم وتدريبها على الخطابة والبلاغة وحسن البيان.

وكذلك اختيار الإمام علي (عليه السلام) للسيدة أم البنين كزوجة له لأولوية هامة وهي إنجاب نِعم الأخوة الأنصار والأبطال الذين سيمضون مع أبي عبد الله في سيره إلى الأجَل المُحتَّم.

هكذا يفهم الموالون والأتباع الحقيقيّون لنهج الإمامة أن معرفتهم بحتميّة ظهور إمام الزمان لا تتساوى مع عدم المعرفة.

فكيف يمكن لمَن يعلم أن إمامه الغائب ينتظره، أن يتصرف وأن يعيش وكأنه لا يعلم؟
وكيف يمكن لمن يعتقد بحياة الإمام الحجة (عليه السلام) وبوجوده المبارك، أن يستمر في تجاهله وكأن الأمر لا يعنيه؟

وكل الدماء والتضحيات التي قُدمت والإنجازات والانتصارات التي حصلت على خُطى التمهيد وبمباركة الإمام المنتظر وتسديده، ما كانت لتكون لولا هذا الاعتقاد وهذا الارتباط. كما يعبر أحد الفلاسفة :"الشيعة يطيرون بجناحين: جناح الماضي وهو كربلاء، وجناح المستقبل وهو الأمل بالموعود".

من هذا المنطلق، وعملًا بالقاعدة التي ثبّتناها في هذه السلسلة "معرفة أكثر، مسؤولية أعظم وأكبر"، سننتقل في الفقرة الأخيرة لنكتشف ما هي هذه المسؤولية.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد