www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية |6|

ديننا
نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية
|6|

« إلهي وقد أبليت شبابي في سكرة التباعد منك.. ولم أستيقظ أيام اغتراري بك»

إنّ الغفلة يمكن أن تُصاحب الإنسان مدى الحياة، وخاصّةً في مرحلة الشباب التي تُعدّ قمّة الحيويّة والنّشاط والقوة والفتوّة والعزم، والتي ينبغي أن تُصرف. في طاعة الله ورضاه، لا أن تُصرف في أعمال وسلوكيات غير مرغوبة من قبل الله سبحانه وتعالى.
لكن للأسف غالباً ما نرى النّدم والحسرة تظهر على الإنسان الغافل في مرحلة الشيخوخة عندما تضعُفُ القوى والعزائم. كما جاء في المقطع التالي من المناجاة: « اِلـهي فلَمْ اَسْتَيْقِظْ اَيّامَ اغْتِراري بِكَ»!
حينها.. يتذكّر الإنسان كيف أمضى فترة شبابه فيتحسّر على ضياعه وتفويته للفرص، وذلك لأنّه كان في حالةٍ تشبه السّكر في بعده عن الله، حيث يكون العقل معطّلاً عن التفكير السليم فتأسره الشهوات والأهواء.
ولهذا يحذّر أمير المؤمنين (عليه السلام) للاحتراس من حالة سُكر الشباب بقوله: « ينبَغي لِلعاقِلِ أن يَحتَرِسَ مِن سُكرِ المالِ، وسُكرِ القُدرَةِ، وسُكرِ العِلمِ، وسُكرِ المَدحِ، وسُكرِ الشَّبابِ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ ذلِكَ رِياحًا خَبيثَةً تَسلُبُ العَقلَ وتَستَخِفُّ الوَقار»َ [ميزان الحكمة ج2 / ص1322].
نسأل الله تعالى أن يرزقنا اليقظة والانتباه، وأن يوفقنا دائمًا لحضور القلب وصفاء النفس وطهارة الروح، وأن تلهج ألسنتا بدوام ذكره وتسبيحه، وأن لا يبتلينا في حالة السُّكر والاغترار والضياع والابتعاد والغفلة والسهو الموجبة لسخطه وغضبه (جلّ اسمه).  
والحمد لله رب العالمين
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد