www.tasneem-lb.net

شهر رمضان

شهر رمضان - هدهد التوحيد |3|

ديننا
هدهد التوحيد
|3|

وأما هدهد سليمان، هدهد التوحيد..

لقد سخّر الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام، أمورًا كثيرة من ضمنها: 
الريح (فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِۦ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ)، والجن (وَمِنَ ٱلشَّيَٰطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُۥ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَٰفِظِينَ)وغيرها.
فعند النظر إلى العلّة التي من أجلها وهب الله نبيّه القدرة والسلطنة والولاية على كل تلك الأمور، نجد أن النبي عندما يُعطى هذه القدرات يتعامل معها معاملة خاصة 
من جهة أنها نعمة من الله في حد ذاتها
ومن جهة أخرى في مقام تسخير هذه النعمة ليكون لخدمة التوحيد.
وخلال عمل النبي على رسالته وتأديتها، نجده يتعرّض إلى الكثير من المواقف والمشقات، واعتراض المنافقين والكفار عليه وفي المقابل يفتح الله على يديه فتحًا عظيمًا ومن حيث لا يحتسب، وذلك مقتضى كون النبي سيد المتقين (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ٭ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرا).
لا ريب بأن مُلك سليمان كان مُلْكًا عظيمًا، ولا شك في أن هذا المُلك ليس مُلكًا كمُلْك السلاطين والملوك العاديين، بل هو مُلكٌ غايته قيادة الأمة إلى التوحيد الحقيقي في كلّ أشكاله ورفع المانع من التوحيد الحقيقي، مهما كان.
بقلم فضيلة الشيخ عامر تركماني.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد