www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - معراج المؤمن.. الصلاة |3|

ديننا
معراج المؤمن.. الصلاة
|3|

آداب الوضوء والغسل:
ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): "إنما أُمِرَ بالوضوء ليكون العبد طاهرًا إذا قام بين يدي الجبار وعند مناجاته إياه، مطيعًا له فيما أمره، نقيًا من الأرجاس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار، فإنما ينكشف من جوارحه ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنه بوجهه يسجد ويخضع، وبيده يسأل ويرغب ويهرب ويتبتّل، وبرأسه يستقبله في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد...". عيون أخبار الرضا

والطهور الظاهري هو مقدمة وشرط للطهور الباطني، فكما الوقوف في محضر الله لا يتم بالقذارات الظاهرية وكسل العين الظاهرة كذلك لا يتمّ إذا كان القلب متّسخًا بالقاذورات المعنوية. من هنا مطلوب منّا أيها العزيز، السعي لكي تسري الطهارة الظاهرية إلى باطننا من خلال التوسل والتضرع إلى الله بأن يطهّر قلوبنا من القذارات المعنوية وعلى رأسها حب "الأنا" التي كانت سببًا لطرد إبليس ولعنه.

إذًا، لا بدّ للمصلي الانتباه وقت الوضوء إلى أنه يريد التوجّه إلى المحضر المقدّس لله عز وجل. وإذا كانت حالاته القلبية لا تليق بالمحضر الإلهي فقد يُطرد من جناب العزّ الربوبي.

وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى الغُسل، فلا نتوقف حين غسل البدن عند تطهير الظاهر، بل علينا أن نتوجه إلى القلب والروح ونطهرهما من غرور الشيطان والإقبال على الدنيا، وأن نعترف بالذنوب وعدم اللياقة، ونتوب إلى الله تعالى. فالغسل توبة وخروج من دائرة النفس والشيطان ودخول في الرحمة الإلهية.

أخي العزيز، أختي العزيزة.. الصلاة معراج المؤمن، فاجهد لأن تستقبل الصلاة بوضوء التوابين، واعلم أن عدم مراعاة مقدّمات الصلاة والتي منها الوضوء من شأنه عدم التوفيق والخشوع في الصلاة، فاطلب بقلب صادق أن يوفقك الله للتوبة، وحاشا لله أن لا يقبل التوابين! 

اللهم طهّر ظاهرنا بطاعتك وباطننا بمحبّتك، واكتب على صفحات قلوبنا أن لا حبيب سواك، يا أرحم الراحمين.   


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد