قرآن - الله الله في القرآن |5|

ديننا
الله الله في القرآن
|5|

بعد جلاء صحيفة فؤادنا بندى الكلام الإلهيّ، سيصيّر أخلاقنا نبويّة.

كأيوب الذي ناجى الله بِخجل وهو الذي يستطيع ان يحصل على ملك الدنيا لأنه نبيه، لكن تأدّب في الطلب، صبَر، ودعا {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}5 لم يعترض على الاختبار الالهيّ، بل شكرَ وطالت جلادته.

وَمُوسى الّذي أطاع بِكلّ ركن وصله، أمر الله، مِن العصا لليدِ، لِـ"وانا اخترتك فاستمع لما يوحى"6، 
إنّ إخلاصه لعزّة جلاله، جعلتهُ محطّة اعتبار وأداء مُعجزة، 
وجمع أحداث ما حصل وبدر من الانبياء يُوصلنا لتعريفِ واجبنا الروحي الأخلاقي تجاه الله: "عبدٌ مُسيّر بأمره، يكسوه التّواضع والأدب، مهذّبًا نفسه، حافظًا حقوق غيره، عاملًا في نشرِ دعوة الحقّ لله تعالى، مجاهدًا في التبيين، كاظمًا للغيظ، صابرًا على بلاء الدنيا، متأمّلًا منتظرًا عاملًا لدولةِ العدل المنتظر".

بين عصر وآخر، يُغذّينا الله باختبار، ليرى إذا مَا كُنّا قد حملنا راية أهلهِ وأوليائه، فلنشرع في اجتياز هذه البحار نحوَ يابسة ذات نعيم أبديّة.

5:الانبياء 83 ص329.
6:طه 13 ص313.