www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - التعاون والتدخل في حل المشكلات |5|

مجتمعنا
التعاون والتدخل في حل المشكلات
|5|

٥. مراعاة إمكانيات الشريك: قال تعالى: ﴿وَلَا يكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾5. على الزوجة أن تراعي إمكانيات الزوج في النفقة وغيرها، فلا تكلّف الزوج ما لا يطيقه من أمر النفقة، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في هذا الصدد: "أيّما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلّفته ما لا يطيق، لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلّا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته"6.
ونِعمَ الواعظ في ذلك ما ورد في سيرة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، ففي الخبر عن أبي سعيد الخدري، قال: "أصبح علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغباً، فقال يا فاطمة هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيء، وما كان شيء أَطعمنا منذ يومين إلا شيء كنت أؤثرك به على نفسي وعلى ابنيَّ هذين الحسن والحسين، فقال علي (عليه السلام): فاطمة ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئاً، فقالت: يا أبا الحسن إني لأستحي من إلهي أن أكلّفك ما لا تقدر عليه"7.
وكذلك الحال بالنسبة للزَّوج، عليه أن يراعي إمكانات زوجته النفسية والجسدية والعاطفية؛ لأنّ الله لا يكلِّف نفساً إلا طاقتها وإمكاناتها؛ وهي سنّة الحياة التي لا تقبل الجدل، ومن يعاندها فلا محالة سوف يقع في الأخطاء الكبيرة.
فلا بدّ أن يُقَدِّر ظروفها في المرض والعافية، والقوّة والضعف، والليل والنهار، وشغلها وفراغها، وغير ذلك؛ لأنّها قوانين الخِلْقَة؛ وكلّ إنسان له مزاجه، وله تداعياته النفسية، وله كرهه وحبّه، وانزعاجه ورضاه، وقلقه وطمأنينته.

هوامش:
5- البقرة: 286.
6-مكارم الأخلاق، ص202.
7-بحار الأنوار، ج43، ص59.
من كتاب التربية الأسرية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد