www.tasneem-lb.net

مجتمع

مجتمع - التعاون والتدخل في حل المشكلات |6|

مجتمعنا
التعاون والتدخل في حل المشكلات
|6|

٦. التنبّه إلى طريقة التكلّم: لا شكّ أنّ الكلمات الحادّة، والعبارات العنيفة، لها صدى يتردّد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف الذي عادة ما يُخلّف وراءه الجروح والندوب النفسية والعاطفية التي تتراكم في النفس شيئاً فشيئاً. روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إن كان في شيء شؤم ففي اللسان"8.
وهذه ليست دعوة للصمت والسكوت؛ لأنّهما حلّ سلبي ومؤقّت لمعالجة الخلافات والمشاكل، إذ سرعان ما سوف يثور البركان مجدّداً عند دواعيه، وعند أدنى اصطدام. بل ينبغي الكلام وفتح باب الحديث والنقاش المتبادل بعد اختيار الزمان والمكان المناسبين، وبعد مراعاة الظروف المناسبة. والأهمّ من ذلك كلّه التنبّه لطريقة الكلام عند بدء الحديث، فلا يصدر منّا ما يؤذي الطرف الآخر أو يُسيء إليه. والأهمّ في هذا كلّه الابتعاد عن الغضب، وترك الجدال والمراء واللغو في الكلام؛ لأنّها تورث العداوة والبغضاء، ولا تحقّق الهدف المرجو من النقاش. روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): "ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ بهنّ دخل الجنّة من أيّ باب شاء: مَن حَسُنَ خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان محقّاً"9. 

٧.الابتعاد عن الأساليب غير المجدية: ينبغي الابتعاد عن الأساليب التي قد ينتصر بها أحد الطرفين على الآخر، لكنّها في المقابل تعمّق الخلاف بينهما وتجذّره؛ كأساليب التهكّم والسخرية، أو الإنكار والرفض، أو السباب والشتائم. قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لمحمد بن الحنفية في مداراة المرأة: "إنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارها على كلّ حال، وأحسن الصحبة لها؛ فيصفو عيشك"10.

هوامش:
8- الكافي، ج2، ص116.
9-م.ن، ج2، ص300.
10-الكافي، ج5، ص510
من كتاب التربية الأسرية، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد