www.tasneem-lb.net

موقف تربوي

موقف تربوي - يا شبليّ! هل حججت! الجزء الثاني

شعائرنا
يا شبليّ! هل حججت!
الجزء الثاني

 أبرز أعمال الحج وآدابه المعنوية في رواية شبليّ:
▫️  أدب الميقات وارتداء ثوب الإحرام والغسل:
قال الإمام السجاد (عليه السلام) لأحد أصحابه الشبليّ: "حججت يا شبلي؟" قال: نعم، يا ابن رسول الله. فقال (عليه السلام): "أَنَزلْتَ الميقات وتجرّدت عن مخيط الثياب واغتسلت؟" قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين نزلت الميقات نويت أنّك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين تجرّدت عن مخيط ثيابك نويت أنّك تجرّدت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات ؟" قال: لا.
قال (عليه السلام): "فحين اغتسلت نويت أنّك اغتسلت من الخطايا والذنوب ؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فما نزلت الميقات، ولا تجرّدت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت!".

إذاً، فإن على الحاج أن ينوي الخروج من الذنوب والمعاصي، والتوبة إلى الله تعالى عند وروده إلى الميقات حيث أولى محطات السفر إلى الله، فيغتسل بماء التوبة النصوح، إذ يرمز غسل الإحرام إلى أن الإنسان يغسل نفسه من الذنوب والقبائح بتوبة خالصة، ويرجع إلى ربّه بنية صادقة، وجوارح طاهرة، فإن الطهارة الظاهريّة مقدّمة للطهارة الباطنيّة. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا المورد: "اغْسِلْ بماء التّوبةِ الخالصةِ ذُنوبَك".

▫️  أدب الإحرام وعقد نية الحج:
وبالعودة إلى الرواية الطويلة عن الحج وآدابه المعروفة برواية الشبليّ قال الإمام السجّاد (عليه السلام): "تنظّفت وأحرمت وعقدت بالحج؟". قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين تنظّفت وأحرمت وعقدت الحجّ، نويت أنّك تنظّفت بنور التوبة الخالصة لله تعالى؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين أحرمت نويت أنّك حرّمت على نفسك كلّ محرّم حرّمه الله عزّ وجلّ؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "فحين عقدت الحجّ نويت أنّك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟" قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما تنظّفت ولا أحرمت ولا عقدت الحج".

فأدب الحاج عند الإحرام أن يؤكد التزامه بالتوبة إلى الله تعالى وأن يتعهّد بترك جميع المحرّمات التي حرمها تعالى التزاماً بشرعه الأنور. وأدبه عند عقد نية الحج أن يخرج من كل عقد أو ولاية إلا ولاية الله تعالى والبراءة من كل شرك. وفي هذا المورد يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "وأحْرِم من كُلِّ شيءٍ يَمْنَعُك عن ذِكر الله تعالى ويَحْجُبُك عن طاعتِه".

▫️  أدب دخول الميقات والتلبية:
قال الإمام السجّاد (عليه السلام) للشبليّ: "أدخلت الميقات وصلّيت ركعتي الإحرام ولبّيت؟" قال: نعم. قال (عليه السلام): "فحين دخلت الميقات نويت أنّك بنيّة الزيارة؟" قال: لا. قال (عليه السلام): "...فحين لبّيت نويت أنك نطقت لله سبحانه بكلّ طاعة، وصمتّ عن كلّ معصية؟" قال: لا. قال (عليه السلام) له: "ما دخلت الميقات...ولا لبّيت!".

فالحج هو سفر إلى الله، وقصد بيت الله هو بغرض زيارته، وليس للحاج هدف آخر وعليه منذ دخول الميقات والإحرام أن يستحضر هذا الهدف ولا يغفل عنه البتة. وحين يهتف الحاج بالتلبية "لبيك اللهم لبيك" عليه أن يعلن خضوعه وإذعانه لله تعالى وحده في كل شؤونه، وفي هذا المورد يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "ولَبِّ بمَعنى إجابةٍ صافيةٍ خَالصةٍ زاكيةٍ للهِ عزّ وجلّ في دَعوتك مُتَمَسِّكاً بالعُروة الوثقى".


▫️ تكملة أعمال الحج وآدابه المعنوية استناداً لشرح بعض مقاطع رواية الشبليّ، يتبع الجزء الثالث..

روح العبادة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية الإلكترونية (بتصرف)


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد