www.tasneem-lb.net

محمد حبيب الله (ص)

محمد حبيب الله - شفاعة الرسول الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله)

ديننا
شفاعة الرسول الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله)

لغةً مشتقّةٌ من مادّة الشفع، أي الزوج في قبال الفرد. وتُستخدم في العرف العام حيث يتدخّل شخصٌ ما لدى شخصٍ عظيمٍ ومقتدرٍ ليعفوَ عن شخصٍ مذنبٍ؛ ومن هذا الباب تكون الشفاعة يوم القيامة، حيث أذن الله لبعض عباده أن يشفعوا لبعض الناس ممّن تتحقّق فيهم شروط الشفاعة. 
 
وإذا كانت الشفاعة من لطف الله ورحمته عزّ وجل، فإنّ أفضل من يشفع للعباد هو النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله)، وهو من أرسله الله رحمة للعالمين. 
 
إنّ وجود النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) هو أفضل تجلٍّ للرحمة الإلهيّة، ولئن كانت هذه الدنيا لا تتّسع لرحمته تعالى، فستظهر تلك الرحمة في العالم الأبديّ، وسيسطع نور محمدٍ وآل محمد؛ فيغفر الله ذنوب العباد بشفاعتهم. إلّا أنّ تلك الشفاعة مشروطةٌ للمشفوع له، فالرحمة الخاصّة لا ينتفع بها أيٌّ كان، وإذا ما راجعنا الروايات الشريفة في الشفاعة، نجدها مطلقةً وعامّةً أحيانًا، فقد روي عنه (صلّى الله عليه وآله): " لكلّ نبيٍّ دعوة دعا بها، وقد سأل سؤالًا، وقد خبّأت دعوتي لشفاعتي لأمّتي يوم القيامة" . وروي عنه أيضًا : "إنّ الله أعطاني مسألةً، فأخّرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمّتي يوم القيامة ففعل ذلك" . 
ونجد الرواية الأولى تعمّ الأمّة جمعاء، بينما الرواية الثانية تخصّ المؤمنين، لكن ستضيق الدائرة إذا ما أضفنا بعض الروايات، منها: عنه صلّى الله عليه وآله: " لا ينال شفاعتي من استخفّ بصلاته، ولا يرد عليّ الحوض لا والله". 
ونفس هذه المعنى ورد في وصيّة الإمام الصادق (عليه السلام). والتحقيق في الروايات الشريفة يفضي إلى نتائج عديدة: 
أوّلًا- لا تكون الشفاعة إلّا للمؤمنين، ولا تشمل الكافرين والمشركين والنواصب. 
ثانيا- إنّ الشفاعة تخصّ المذنبين من المؤمنين. 
ثالثًا- لا تشمل الشفاعة المستخفين بالصلاة 
فلنتمسك بولاية نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، والتزام طاعته وأهل بيته (عليهم السلام)، علّنا نقتبس من نور شفاعتهم ما ينجينا يوم القيامة، إنّه سميع مجيب.
بقلم فضيلة الشيخ جهاد علاء الدين.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد