www.tasneem-lb.net

الإمام جعفر الصادق(ع)

الإمام جعفر الصادق (ع) - الإمام الصادق (عليه السلام)؛ علمٌ وعقيدةٌ |2|

الإمام الصادق (عليه السلام)؛ علمٌ وعقيدةٌ 
|2|

عاصر الإمام أبو عبد الله (عليه السلام) عصرًا أقلّ ما يقال فيه أنّه عصر الاتّجاهات غير المتجانسة فكان (عليه السلام) يجمع بين المتفرّقات ويفرّق بين المجتمعات، مدرسة سيارة لكنها شاملة مستوعبة لكلّ ما تحتاجه الأمة في حاضرها ومستقبلها معبّراً عن طموحها وتطلّعاتها. فلم يرَ (عليه السلام) منفذًا في ذلك سوى الولوج في نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) ومعارفهم ومدرستهم القيّمة الغنية بكل الجوانب الدينيّة والأخلاقيّة والعلميّة والاجتماعيّة لردع الطغاة والتصدّي للانحرافات التي أوجدوها ودعموها لتنتشر بشكل وسيع بين ظهراني المسلمين، فتربّى على يده (عليه السلام) أكثر من أربعة آلاف عالم في مختلف صنوف العلوم الدينيّة والحديثة. 

فجّر الامام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) ينابيع العلم والحكمة في الأرض وفتح للناس أبوابًا من العلوم لم يعهدوها من قبل وقد "ملأ الدنيا بعلمه" كما يقول الجاحظ، وانصبّت اهتماماته (عليه السلام) على إعداد قيادات واعية ودعاة مخلصين يحملون رسالة الإسلام المحمدي الأصيل إلى جميع الحواضر الإسلامية مرشدين ومعلّمين لنشر مفاهيم العقيدة الحقّة وأحكام شريعتها من خلال توسيع نشاط جامعة أهل البيت التي أسّس نواتها والده الامام الباقر (عليه السلام)، ليركّز الجهود العلميّة في مختلف الاختصاصات من فلسفة وعلم الكلام والطب والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفضاء وغيرها، بالإضافة إلى وضع القواعد والأصول الاجتهاديّة، والفقهيّة كركيزة متينة للتشريع الإسلامي تضمن بقاءه واستمراريته. 

وقد اشتهر من طلابه علماء أفذاذ في مختلف العلوم، والفنون منهم: المفضل بن عمرو، وهشام بن الحكم، ومحمد بن مسلم، وجابر بن حيان، وعبد الله بن سنان، كما نهل من علومه مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وأبو حنيفة، ونقل عنه عدد كبير من العلماء أمثال: أبي يزيد ومالك، والشافعي، والبسطامي، وإبراهيم بن أدهم، ومالك بن دينار وأبي عيينة، ومحمد بن الحسن الشيباني، مما حدا بمالك بن أنس إلى القول: "ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق (عليه السلام) فضلاً وعلمًا وورعًا وعبادة". 
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد