www.tasneem-lb.net

الإمام جعفر الصادق(ع)

الإمام جعفر الصادق (ع) - الإمام الصادق (عليه السلام)؛ علمٌ وعقيدةٌ |3|

الإمام الصادق (عليه السلام)؛ علمٌ وعقيدةٌ 
|3|

استطاع الإمام الصادق (عليه السلام) بحکمته وقوة عزيمته أن يؤدّي رسالته، وأن يفجّر ينابيع العلم والمعرفة ويخرج جيلًا من العلماء والفقهاء والمتکلّمين.. فقد روى ابن طاووس في کتابه "نهج الدعوات" أنّ المنصور استدعى الإمام الصادق (عليه السلام) سبع مرات ليفتك به ونجّاه الله عز وجل من کيده.. فكان أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) منهلًا عذبًا لروّاده، ومنتجًا لقصّاده.. يزدحم أهل الفضل في رحابه، ويشرّفون بتقبيل أعتابه.. والكلّ يرجع مرويًّا يشهد بقوة حجته وشدّة عارضته، فيذعن له تسليمًا واطمئنانًا، ويعترف بمرجعيّته تقديرًا واحترامًا. 

فرض الإمام الصادق (عليه السلام) إمامته ومرجعيّته القياديّة من الناحية العلميَّة والفقهيَّة، بحيث لا يملك كبار العلماء من المذاهب الإسلاميّة الأخرى إلّا أن يعترفوا بذلك كاعتراف أبي حنيفة قائلاً:

"ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، لمَّا أقدمه المنصور بعث إليّ فقال: يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيّء له من المسائل الشداد، فهيَّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إليّ أبو جعفر المنصور فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلمَّا بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور فسلَّمت وأومأ فجلست ثم التفت المنصور فقال: يا أبا حنيفة: ألقِ مسائلك على أبي عبد الله فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا حتّى أثبت على الأربعين مسألة ما أخلّ منها مسألة واحدة، ثم قال أبو حنيفة: "أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس". 

قصـده الطالبون من مختلف البلاد والأقاليم حتى اجـتمـع في مـحضره أربعة آلاف طالب علم، فألقى عليهم (عليه السلام) من غوامض الحكم وحقائق العلوم، وأظهر ما أخفى آباؤه وأجداده خوفًا من فراعنة بني أميّة، فشرع بترويج حقائق الشريعة المحمدية الأصيلة وإظهار أسرارها، وبيان رموزها ونشر أحكامها، حتى أشرقت شمس الهداية على البلاد، وسطع نور العلم على العباد، وكل أخذ على قدر ذوقه واستعداده واشتياقه من الحكمة والفقه، والأخلاق، وسائر العلوم مثل الجغرافيا وحتى الكيمياء ومن الجاذبية ودوران الأرض حتى علوم الخلايا والطب وغيرها، على الرغم من أنّه (عليه السلام)، وفي أواخر عمره، حوصر من قبل المنصور العباسي من كل صوب وحدب، وشدّد عليه الضغط ولم يترك له مجالًا للتدريس والتعليم، لكنّ الامام جعفر الصادق(عليه السلام) تمكّن من إسدال أشعة معارفه على مشارق الأرض ومغاربها، وأرسل عنوان التشيّع إلى شعوب الأمة وقبائلها، ومن هنا سميت الشيعة الاثنا عشريّة بالجعفريّة.
السلام عليك سيدي يا جعفر الصادق أَشْهَدُ يَا مَوْلايَ أَنَّكَ عَلَمُ الهُدَى، وَالعُرْوَةُ الوُثْقَى، وَشَمْسُ الضُّحَى، وَبَحْرُ النَّدَى، وَكَهْفُ الوَرَ ، وَالمَثَلُ الأَعْلَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد