www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - متحدون في نصرة الله |3|

ديننا 
متحدون في نصرة الله 
|3|

قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ) الفتح 29.

هذا النسيج المتين المحكم الذي يؤلف الأمة الإسلامية، حيث يأمرهم الله تعالى أن يعتصموا بحبله سبحانه، ولا يتفرّقوا هؤلاء المعنيون بالآية الكريمة: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ..)
ويقول الرسول الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) واصفًا الأمة الإسلامية الموحدة (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا) 
إذ لا يمكن لهذه الأمة أن تواجه النظام العالمي الجديد المتمثل بالكفر العالمي الذي يريد القضاء على الإسلام، والخامة الإسلامية في العالم، أمام هذا العدوان الصارخ والظالم يتطلّب أن تكون الأمة الإسلامية كالبنيان المرصوص المتماسك الذي يشدّ بعضه بعضًا.

وفي حديث آخر للرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) يقول: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
إذا أصيب أي بلد من بلاد المسلمين من هذا الجسد الواحد، ينبغي أن يتداعى سائر البلدان للدفاع عن هذا البلد المُصاب، والذّب عنه، ونصرته أمام ظلم الظالمين، واعتداء الطغاة المستبكرين ..واضطهاد الحكام الظلمة الذين يدعون إلى انحراف الأمّة وإفساد المجتمع وظلم الناس، يجب على كل المسلمين أن يواجهوا ويقولوا كلمة الحق. 

 وقف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بمنى حين قضى مناسكه في حجة الوداع وقال: 
(…فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه، فيسألكم عن أعمالكم..)
هذه طبيعة تكوين الأمّة الإسلامية، تكوين متماسك، نسيج قوي متين ومحكم، حقوق ومسؤوليات متبادلة، توادّ وتراحم وتعاطف في مقابل ذلك أشداء على الكفار، ودماء بعضهم على بعض حرام.
هذه دعوة الإسلام، وهذا خطاب الله تبارك وتعالى للمسلمين في مشارق الأرض، ومغاربها أن يكونوا يدًا واحدة، وجسمًا واحدًا وأمّة واحدة. 
إن الظلامة التي يلاقيها اليوم الكثير من الشعوب والبلدان الإسلامية، هذه الصرخة هي صرخة استغاثة من الشعوب المضطهدة المظلومة ترتب على كل من يحمل ضمير غيور على الإسلام أن يستجيب لهذه الاستغاثة ويبذل كل ما بوسعه لدفع الأذى والظلم عن هذه الشعوب التي دخلت في محنة طويلة من الزمان بحكام يعيثون في الأرض فسادًا..
الأمّة لا تكون أمّة واحدة إلا إذا كانت متجاوبة في السراء والضراء، فتكون يدًا واحدة وجسمًا واحدًا وحالة واحدة في مقابل العدوان، والظلم والإفساد. 

يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد