www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - متحدون في نصرة الله |4|

ديننا 
متحدون في نصرة الله 
|4|

الوحدة حكم تكليفي، للوحدة حكم تكليفي ولها آثار وضعية، خصوصًا في زماننا هذا الذي قد يكون فيه المزاج الحاد والمتزمت، والذي ينطلق من عصبية ربما تتحوّل إلى طلقات نار، وهذه الطّلقات بدل أن تكون في قلب أعداء الأمّة الإسلامية تمزق الأمّة الإسلامية، وتقتل أبناء الأمة الإسلامية، وهذا من أكبر الموبقات وأكبر الذنوب التي تكون على عاتق من يطلق هذه القضايا، ولا يلتزم بالوحدة.

بخلاف ما يروّج له الأعداء الوحدة لا تدعو إلى الطائفية والشعار الطائفي، ولا تقوم على أساس طائفي، صحيح أنها قامت على أساس مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ولكن هذا المذهب يوظّفنا للدعوة إلى الأخوة الإسلامية، وليس إلى الانحسار المذهبي، والاحتكار المذهبي أو الحصر المذهبي، بل الانطلاق إلى وحدة الأمّة الإسلامية، هذا فيما يرتبط بالوحدة والأخوة.

بالكتاب، الآيات الكثيرة التي تدعو للأخوة الإسلامية وتجعل المؤمنين إخوةً فيما بينهم، وتدعو إلى الصلح فيما بينهم، مثل الآية الشريفة في بداية سورة الأنفال: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

 من جملة القضايا التي دُعينا إليها على أساس الإيمان، وطاعة الله والرسول تقتضي ذلك، والتقوى تقتضي ذلك وإصلاح ذات البين، إصلاح ذات بين المؤمنين، وهو هذا الواجب

الآية الأخرى التي نعرف منها وجوب الوحدة والصلح هي ما ورد في سورة الحجرات: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما)
 فالإصلاح بين الطوائف المتقاتلة من المؤمنين واجبة، فأصلحوا بينهما يعني فليذهب الاختلاف (فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله) هنا القتال من أجل تحقيق الوحدة، فالالتزام بالوحدة من ناحية المستند الشرعي يصل إلى هذا المستوى، أن نقاتل من أجل تحقيق الوحدة، فالطائفة التي تبغي وتعتدي على الطائفة الأخرى بحيث تمزق الأمّة الإسلامية وتدعو إلى التفرقة والنفاق وتمزيق الصف فيجب مقاتلتها حتى تفيء إلى أمر الله، أمر الله ما هو؟ هو وحدة الأمّة الإسلامية، الصلح، طاعة الله والرسول، الإصلاح، وهذا مهم جدًا، فإن فاءت ورجعت إلى أمر الله، (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ / إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وهذا تأكيد آخر (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فإذا كانت الأمّة الإسلامية تريد الرحمة، وأبناء الأمّة يريدون رحمة الله، ويريدون أن ينطلقوا على أساس تقوى الله، لم يكن لهم طريق إلا العودة إلى الوحدة، واتخاذ الوحدة كعنوان وهي في الواقع مبدأ قرآني والابتعاد عن جميع ما يعكر صفو الأمّة.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد