www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - متحدون في نصرة الله |5| فرّق تسد

 ديننا 
متحدون في نصرة الله 
|5|

فرّق تسد 

 

هذا الشعار: شعار فرّق تسد 
بدايةً من أين أتى؟ 
أتى من الإسكندر المقدوني، فالإسكندر المقدوني عندما أراد أن يفتح العالم أخذ يستشير أرسطو العالم اليوناني في ذلك الوقت، فقال له: ماذا أصنع؟ قال: إذا أردت أن تفتح العالم فأنا أوصيك، فرّق تسد، أي إذا أردت أن تفتح بلداً فاجعله قوىً متناحرةً، فإذا أرادوا حل الخلاف رجعوا إليك، فلا يتّحدوا عليك.

ثم إن بريطانيا في زمن المستعمرات وغيرها من الدول وإلى الآن التزموا بهذا الشعار وجعلوا الأمّة الإسلامية ممزقةً، وهم الحكم لحل اختلافات أبناء الأمّة مع الأسف الشديد، والأمّة متناحرة بعضهم يقاتل البعض الآخر (وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ)

ومن هذا المبدأ القرآني نعرف أن الله تبارك وتعالى يذم التفرقة على مستوى أنه جعل التفرقة عذابًا، فمن هنا فالتفرقة حرام.

المستند الآخر هو النهي القرآني (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ) النزاع والتفرقة يسبب الفشل، ويترتب على الفشل وربما يقال هذا أثر تكويني: (وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) يعني قوتكم .
الوحدة من مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هناك ارتباط بين الوحدة وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن أهم مصاديق الدعوة إلى المعروف الدعوة إلى الوحدة، ومن أهم مصاديق النهي عن المنكر النهي عن التفرقة، وهذا بحاجة إلى مؤسسات تدعو إلى الوحدة على هذا الأساس. 

الآية الشريفة التي بدأنا بها أيضًا: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ)
هذه الآية تربط الاعتصام بحبل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا مستند آخر للوحدة: فالاعتصام بحبل الله واجب، ثم (جَمِيعاً) لا بدّ من الوحدة، هذا وجوب الوحدة (وَلاَ تَفَرَّقُواْ) نهي عن التفرقة، وبهذه الصراحة (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) التأليف بين القلوب من نعم الله الكبرى (فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) ببركة الوحدة، ببركة الاعتصام بحبل الله، والاهتداء بهدي الكتاب وسنة النبي الأكرم(صلّ الله عليه وآله) بلا فاصلة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، الآية تبين، وبدليل سياقها الذي بدأ بشعار الوحدة وذم التفرقة.

ما مدى جدوائية هذا الخطاب الوحدوي في هذا العصر الذي تحكّم فيه العقل التكفيري، وإشاعات المحتلين للبلاد الإسلامية ووصلت فيه الأمّة إلى حالة من التنافر؟ 
طبعاً جدوائية الخطاب الوحدوي واضحةٌ، فهذه الزمرة التكفيرية تريد أن تمزق الصف، وقد تحوّلت في الواقع إلى عصا بيد الاستكبار، وخصوصًا في ظروف الاحتلال وتمزيق الأمّة والخطط الماكرة لأمريكا والصهيونية، ففي الواقع تعتبر الوحدة في هذا العصر عنوانًا لقوّة الأمّة الإسلامية، وإعادةً لقوّة الأمّة الإسلامية، وتوحيدًا للصف مقابل الكفار، وتطبيقًا لهذه الآية الشريفة: (أشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)، فأبناء الأمّة الإسلامية عليهم أن يكونوا متحابّين فيما بينهم.
ولم يكن شعار الوحدة ودعوة المصلحين والمفكرين والعلماء والمراجع للوحدة الإسلامية لاستطاع العدو الصهيوني، والعدو الأمريكي، والاستكبار العالمي أن يصل إلى مبتغاه، فالمقاومة التي نشاهدها اليوم في مقابل العدو الصهيوني والأمريكي أحد أسبابها هو التماسك بين أبناء الأمة الإسلامية، ونحتاج أن نؤكّد على هذا الأمر أكثر فأكثر.
يتبع..


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد