الإمام الخامنئي - بين الترف والزهد في فكر الإمام الخامنئي (حفظه الله) |6|
ثقافتنا
بين الترف والزهد في فكر الإمام الخامنئي (حفظه الله)
|6|
ج- التوأمة بين الرفاه والنموّ المعنويّ:
في المنظور الإسلاميّ، لا انفكاك بين الدنيا والآخرة، بل ثمّة توأمة بينهما، لكن على قاعدة أنّ الدنيا مقدّمة وليست هدفًا، بل الهدف رضى الله تعالى.
يقول الإمام الخامنئيّ (دام ظله): إنّ ميزة دين الإسلام المقدّس، أنّه يحوي في نفسه سائر العوامل اللازمة لنموّ الإنسان الفرديّ والاجتماعيّ. وهذه مسألة غاية في الأهميّة. ففيه التطوّر المادّي، وكذلك التكامل المعنويّ؛ أي يوجد في الإسلام ﴿خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً﴾ (البقرة: 29)، ويوجد ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ (الأعراف: 32)"(10).
• توصية:
يحذّر الإمام الخامنئيّ (دام ظله) من التحوّل الذي يُحدِثه تقليدُ الغرب في نمط حياة الشعوب الأخرى، قائلاً: "إنّ تقليد الغرب، بالنسبة إلى الدول التي استحسنَت هذا التقليد لنفسها وعملَت به، لم يَعُد عليها إلّا بالضرر والفاجعة، بما في ذلك الدول التي وصلَت -بحسب الظاهر- إلى الصناعات والاختراعات والثروة، لكنّها كانت مقلِّدة. والسبب هو أنّ ثقافة الغرب هي ثقافة هجوميّة. هذه الثقافة هي ثقافةٌ لإبادة الثقافات. فأينما جاء الغربيّون، أبادوا الثقافات المحلّيّة، واجتثّوا الأسُس الاجتماعيّة، وغيّروا تاريخ الشعوب ولغاتها وحروفها (خطوطها) ما استطاعوا".
بقلم الشيخ علي متيرك
للمصدر : بقية الله.