الإمام الخامنئي - التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) |5| الجزء الثالث
ثقافتنا
التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
|5|
الجزء الثالث
ما هي وظيفة الممهد لظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟
كما تتوطد العلاقة بصاحب الأمر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بكثرة التوسل به عند النوائب، والمواظبة على الدعاء لفرجه، ومعاهدته صباح كل يوم، وندبته صباح كل جمعة، والشعور بحزنه وآلامه عند مناسبات حزن أهل البيت (عليهم السلام).
ثالثاً: العمل على تطوير الذات والسعي إلى النجاح بل والإبداع والتميز قدر الإمكان.
فإن الشخص الناجح في حياته المبدع في اختصاصه، فإنه يكون ذا تأثير كبير علاوة على أنه يعطي انطباعاً جيداً مفاده أن: اتّباع الدين والتقيد بأحكامه هما المنطلق بالإنسان نحو النجاح والفلاح ولا يقفان حائلاً دونهما البتة.
- وعليه فينبغي على من يحمّل هم التمهيد من خلال إصلاح الآخرين وجذبهم إلى الدين والشريعة أن يثبت نجاحه وتألقه أولاً ليتمكن من جذب الآخرين والتأثير فيهم ثانياً، وليكون أهلاً لأن يُقتدى به ويُحتذى بسيرته من قبل الآخرين فيسلكون سبيله.
رابعاً: مهمة التمهيد للظهور المبارك كأي مهمة أخرى لا بد وأن تشتمل على مصاعب ومتاعب وتكتنفها بعض التحديات وتعترض سبيل من يتصدى إليها بعض العراقيل وقد يُجابه بمختلف التهم والأقاويل.
- وعليه فلا بد أن يكون الممهد قوي أمام الشدائد والبلاءات والإغراءات والإغواءات مهما بلغت معاناته، إسوة بالصدّيقة الكبرى السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي رغم كسر ضلعها، وفقد جنينها، وغصب حق بعلها، وحرق دارها، لم تترك رسالتها وآلت على نفسها أن تضحّي بنفسها في سبيل نصرة إمامها لتكون بذلك أول شهيدة في سبيل الولاية.
- ويعد كلٌ من هذين الجانبين المتقدمين غاية في الأهمية في تبليغ أي رسالة دينية فضلاً عن التمهيد للظهور المقدس؛ وذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولذا روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَامَا فَعَلَيْهِ أنْ يَبْدَأ بِتَعْلِيمِْ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأدِيبِهِ بِلِسانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُها أحَقُّ بِالْإِجْلالِ مِنْ مُعَلِّمِ النّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ".
من مقال للكاتب رضا الله غايتي/ بتصرف.