الإمام الخامنئي - التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) |5| الجزء الرابع
ثقافتنا
التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
|5|
الجزء الرابع
ما هي وظيفة الممهد لظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟
المحور الثاني: الانطلاق لإصلاح الآخرين
وهو المحور الأبرز على الساحة في التمهيد للظهور المبارك، وهو محور هام جداً يقطف ثماره اليانعة ويحقق أهدافه الرائعة مَن أعد نفسه الإعداد الجيد الذي تقدم، وأما من يقتحم غماره بصورة عشوائية فقد لا يحقق النتيجة المرجوة.
يتضمن المحور الحركي للمؤمن الممهد:
أولاً: تهيأة القاعدة المنتظرة من خلال غرس روح الانتظار العملي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في الأطفال منذ الصغر عن طريق حسن تربيتهم والمثابرة على تنشئتهم نشأة صالحة، لا ليكونوا صالحين وحسب بل ومصلحين أيضاً.
كما يمكنه التأثير على الكبار وذلك عن طريق الدعوة إلى سبيل الرشاد والصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة وبذا يكون قد ساهم في التمهيد للظهور المبارك.
ثانياً: نشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) وتعليم الأحكام الفقهية والدروس الاخلاقية، وما يميز هذه المهمة ويجعل مجالاتها أكثر وربما المستهدفين بها أوفر هو أن لا موقعية خاصة لها، فيمكن للممهد أن يمهد وهو في مدرسته أو في جامعته أو في محل عمله بل ويمكنه ذلك في السوق أيضًا وفي أماكن التنزّه والترويح حتى.
وعلى الرغم من أن هذا الواجب في ذاته واجباً كفائياً، إلا أنه يتأكد جداً على الممهد؛ لأنه وظيفته، فإذا لم يقم هو به فمن عساه أن يتولى ذلك؟
ثالثاً: حث المؤمنين وتحفيزهم على التطور والتقدم علمياً وثقافياً وعملياً.
رابعاً: الدفاع عن الدين والمذهب من خلال الرد على الشبهات التي ترد عليه، بالسبل الممكنة والمتاحة له.
خامساً: المساهمة في إعداد الممهدين وحث الآخرين الذين تتوفر فيهم القدرة على التوجه بهذا الاتجاه.
فوجود ممهد ناشط في كل محل ومجال هو عامل مهم ويساهم كثيراً في بناء القاعدة المهدوية أفقياً وعمودياً إن صح التعبير.
ويتحقق البناء الأفقي في كثرة عدد المؤمنين الصالحين كما هو واضح، وأما البناء العمودي ففي التنافس الشريف الذي يظهر بين من يتصدون للتمهيد والذي يكون عاملاً مساعداً على التكامل الأسرع والمتواصل بينهم.
وبذلك يمكن تهيئة المؤمنين الواعين لا بالكم فقط بل وبالنوع أيضاً.
من مقال للكاتب رضا الله غايتي/ بتصرف.