مكتبة أشهر النور - روح العبادة |2|

جوهرة الأعمال في الإقبال على المتعال 
روح العبادة
|2|

قد يظن السالك إلى الله أنه بالاتكال على جهده وكدّه وعمله يضمن النجاة والقبول عند الله. 
والله يؤدّبنا لأن نردد "اللهم وقد أكدى الطلب وأعيت الحيلة والمذهب ودرست الآمال وانقطع الرجاء" فكيف السبيل ؟ 
إن التعويل الحقيقي والالتجاء الأصيل الضامن للنجاة والفوز هو الله وحده لا سواه "وانقطع الرجاء إلا منك وحدك لا شريك لك".

وقد أباح لنا الاستعانة به سبحانه، واشترط لذلك شرطاً يمثل محل انطلاق العبد، ومنصة عروجه ومفتاح بعثته "وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي".

إن انبعاث نور الهداية في قلب الإنسان شرطه وأساسه إرادة عازمة بطلب الله، إن هذه الإرادة تحتاج إلى وقفة بين الإنسان ونفسه يحدد فيها مقصده ومطلبه بشكل واعٍ وحاسم. 

كيف ننظر إلى مطالب الآخرة؟ 
إن مطالب الآخرة، لو نظرنا إليها بعين الاستقلال عن الله، متنوعة وقد تشغل الإنسان عن المطلب الأوحد الجامع لها. 
قد يتلهى الإنسان بطلب الجنة والحور والغلمان والقصور. وقد يترفع ليطلب جوار الملائكة، أو النبيين، أو محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وقد يغفل أن كل هذه النعم هي فيض الله وعطائه، فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) حبيب الله، وأهل بيته أولياء الله ، والنبييون أنبياء الله، والجنة جنة الله، فالمطلوب هو الله. سرّ نيل هذه النعم: اختيار الله تبارك وتعالى.
ما هي سبل الوصول في الدنيا ؟
يتبع..