www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - فيض رحمة |2|

ديننا
فيض رحمة
|2|
(فرصة رجب) 

 

(فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ)

كم هي رحمة الله تعالى للعاصين؟
لنا نحن معاشر العاصين. أيها الأحبة، ينبغي أن نطمع على أبواب شهر رجب. إن الله عز وجل يريد أن يشملنا برحمته، (الشهر شهري والعبد عبدي والرحمة رحمتي). كأنه تعالى يقول للمستكثرين جزيل الثواب – كما هو واضح من أدنى ملاحظة لروايات رجب – لماذا تتدخلون بيني وبين عبادي المريدين لي؟

إن الله سبحانه وتعالى برحمته فتح الأبواب مشرعة:
1- ليتوب العاصون: الذنوب تمنع من التوبة، فإذا وفق الإنسان لعمل صغير في شهر رجب وأسقطت عنه تراكمات هائلة من الذنوب، فربما أصبح مؤهلاً للتوفيق للتوبة، وإذا تاب فإن الله عز وجل يقبل توبته.

2- ليلحق المقصرون: رب إنسان يحمل هماً مبرحا في سويداء قلبه، إلهي أعرف أن قراءة القرآن مستحبة، والصلوات المستحبة ما أكثرها، الصوم المستحب كم هو عظيم، الأذكار، الأمور التي هي زاد الآخرة أعرفها، لكني يا إلهي مقصر، لم أدخر لآخرتي شيئاً، لم أحصل الزاد ليوم المعاد.

وها هو شهر رجب الأصب الذي تصب الرحمة فيه يا إلهي صباً. إنها بداية الفرصة الإلهية الفريدة لكي يلحق المقصرون. تماماً كما يهتدي الفرد منا في المجال الدنيوي إلى مجال عمل ما، فيربح في اليوم مئات الآلاف مثلاً، فيعوّض بذلك كسلاً وضياعاً طيلة سنوات. كذلك الأمر في باب الثواب مع إطلالة هذا الشهر المبارك. إننا أمام التدقيق في التعامل مع فرصة استثمار نوعي "ليلحق المقصرون".

3- وليسبق العاملون: والمراد بالعمل السابق هو العامل لآخرته، فمن عداه باطل. ثم إننا لا نحتاج عادة إلى الحث على العمل لدنيانا، فنحن حريصون عليها. نرقع دنيانا بتمزيق ديننا، فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.

 حتى الأمور التي من شأنها أن ترفعنا إلى أعلى عليين، من قبيل قضاء حوائج الناس أو الرحمة للآخرين، أو التدريس والكتابة، ندخل فيها عناصر الأنا والأنانية، فننسفها في اليم نسفاً، نقضي عليها، فما هي الحصيلة التي تبقى؟

 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد