www.tasneem-lb.net

مكتبة أشهر النور

مكتبة أشهر النور - من زرع حصد |2|

من زرع حصد
|2|

التشعبات الشعبانية
تتشعّب الأرزاق في شهر شعبان، فالخيرات والتوفيقات مأمولة فيه؛ وله خصوصيّاته النورانيّة؛ فهو يحاكي مظهر المقام الملكوتيّ للولاية، والولاية طريق للهداية.
فبعد أن زرعت أيها المؤمن في رجب الأصب وبدأت حسناتك تنمو، ففي شعبان تسير الحركة نحو التشعّب، وعندها تتهيأ في طريقك لضيافة الله تعالى في شهر رمضان شهر الله.
وهذا الطريق سبيله الدعاء، فمن أعظم وأهمّ الأعمال فيه طلب الاستغفار والتوبة والدعاء في صلوات الإمام السجّاد عليه السلام التي ورد ذكرها عند الزوال من كل يوم شعبانيّ والتي فيها: "اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد، الفلك الجارية في اللجج الغامرة"، وما ذكر فيها من مقاماتهم عليهم السلام، فإنّها منازل ومقامات يتشعّب فيها للداعي، ما لا يحصيه إلا المولى الكريم، فمقام الدعاء مخّ العبادة أيْ خلاصة الطاعة. 
فشهر شعبان نورانيّته من فتح القلب بالدعاء في محضر الحقّ، وهو نفحة إلهيّة يتعرّض لها أهل الله تعالى. فكن أيّها المؤمن منهم.
ومن أروع وأجمل وأقدس الأدعية فيه المناجاة الشعبانيّة التي فيها الاستعداد الأمثل للضيافة الإلهيّة.
فهذه المناجاة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام، وسميت بالمناجاة لأنها من النجوى؛ أي الحديث عن قرب، فالمدعو قريب المسافة عند الداعي، وهذا يظهر من فقراتها التي ترتبط بالحديث المباشر بين العبد وربّه. ولا شكّ في أنّ ثمرة هذه المناجاة هي الاستعداد لضيافة الله عزّ وجل في شهر رمضان. 
وتمتاز هذه المناجاة بفقراتها المرتبطة بأبعاد علاقة الإنسان بالله عزّ وجلّ، والتي تُعطي لهذه العلاقة أبعاداً معنويّة ومعرفيّة راقية؛ ولذا يصفها الإمام الخمينيّ- قدس سره- { بقوله: "جميع المسائل التي أوردها العرفاء في كتبهم المبسوطة أو روَوها موجودة في كلمات عدّة من المناجاة الشعبانيّة". 
ومن أهمّ المفاهيم التي تتعرّض لها تلك المناجاة:
القلب العارف بالله عزّ وجلّ!
واللسان الذي يعيش الوَله بذكر الله!
العبد المنقطع بشكل كامل إلى الله؛ ليصل في الختام إلى الروح المعلّقة بعزّ القدس الإلهيّ.
فتوسل وتبتّل! واعتن بزرعك! حتى يتشعّب في شهر الرسول الأكرم! لتحصد بإذن الله في ليلة عيد شهر الله الأعظم.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد