www.tasneem-lb.net

عاشوراء

مواكب اللطم الحسيني

شعائر حسينية
مواكب اللطم الحسيني


روي أنَّ الإمام الحسين عليه السلام كان قد أخبر السيدةزينب عليها السلام ليلة العاشر من المحرم، بما ستؤول إليه الأمور في اليوم التالي،نقلاً عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكت عليها السلام ولطمت حزناًعلى مصاب سيد الشهداء، وتعتبر هذه الحادثة، من الناحية التاريخية، أول ما ورد من صوراللّطم فيما يتعلق بواقعة عاشوراء.

ثم تتالت بعد ذلك صور اللطم إلى أن بدأت تأخذ منحًامنظمًا هادفًا بتوجيهات من الأئمة عليهم السلام وكان من أشهر صور اللطم المنظم هذاحينما ألقى دعبل الخزاعي قصيدته التائيّة والتي تلاها في "مرو" عاصمةالدولة العباسية فترة حكم المأمون، وكان في حضرة الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام، والتي جاء فيها:
 أفاطمُ لَوْ خِلْتِ الحُسينَ مجَدّلاً
 وقد ماتَ عطشاناً بِشَطِّ فُراتِ

 إذَن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده
 وأجريتِ دمعَ العينِ بالوجنات.

وقد ذكرت المصادر التاريخية كيف تحوّل ذلك المجلس بفعلهذه الأبيات إلى مجلس لطم على الرؤوس والوجوه، وكل ذلك في حضرة الإمام الرضا عليهالسلام.

وقد اعتمد أسلوب اللطم كأسلوب لإظهار الحزن على فاجعةكربلاء وكمحرك أساسي ورئيسي لمشاعر المحبين نحو النهوض والثورة ضد الظلم والعدوانولا تزال للطميات الحسينية هذا الأثر العجيب في تعزيز روح المقاومة والرفض للظلموالعدوان حيث أنها كانت ولا زالت من الشعارات التي تلهج بها ألسنة المجاهدينالثائرين بوجه الباطل.

وما يميز هذه الشعيرة أنها تحمل صبغة الشعوب التي تؤديهاحيث أنها تؤدى في كل بلد من البلدان بطريق ونمط خاص لكن توحدها كلمة الحسين وعشقه.

وهي تؤدى بطريقتين إما داخل الحسينيات حيث يجتمعالموالون فيقف فيهم رادود حسيني فينشد في الحسين بإيقاع ولحن يتبعه حركة اللطم علىالصدور أو الرؤوس. وإما في مسيرات تجوب الشوارع لتندبالحسين بشكل جماعي مهيب.

لكن تبقى المسيرات الحسينية التي تشهدها المراقد الشريفةللأئمة عليهم السلام وبشكل أخص التي يشهدها مرقد الإمام الحسين عليه السلام يومعاشوراء هي الأكثر رونقًا وهيبة وجلالًا وشعورًا بالمصاب لارتباطها العاطفيالمعنوي بصاحب الذكرى وبمكان وزمان الفاجعة الكبرى.

لك الفداء.. نور عيني يا حبيبي يا إمامي يا حسين


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد