الحرب الناعمة - أزمة هدر الوقت
أزمات وإشكالات
ردود وحلول
أزمة هدر الوقت
عبارات نقرؤها ونسمعها دائماً في تعريف الوقت:
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
الأمور مرهونة بأوقاتها.
الوقت معلّم من لا معلّم له.
الوقت من ذهب.
قيمة الوقت كقيمة المال.
ومن أشد وأهم العبارات:
قول أمير المؤمنين (عليه السلام): "إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفذ لك وقتاً إلا فيما يُنجيك"، ميزان الحكمة/ج3 .
وقوله (عليه السلام): "إنّ ماضي عمرك أجل وآتيه أمل والوقت عمل"، ميزان الحكمة/ج3.
ما معنى (هدر الوقت)
هَدْرُ الوَقْتِ: إضاعتُه، "تَرْكُهُ يَذْهَبُ سُدىً"
أي عدم استغلاله بما فيه خير للدنيا والآخرة.
من المهم جداً في عصرنا الذي يتّسم بالسرعة ووجود الوسائل والوسائط التي تيسّر للإنسان القيام بالكثير من الأمور، أن نحدّد
أولوياتنا التي يجب أن نقوم بها، وإلا وجدنا أنفسنا نضيّع أوقاتنا وأعمارنا في الكثير من الأمور التي ليس فيها فائدة، بل قد تجلب لنا
العديد من المضار.
والإسلام علّمنا على الانضباط: الحج أيام معدودات معلومات، والصيام من الرؤيا إلى الرؤيا، والخمس في حول كامل، وكذلك
الصلوات اليومية، لها ساعات لدخول الوقت، وهناك ساعات الفضيلة.
فمن موجبات الحسرة يوم القيامة؛ عدم البرمجة في الأوقات: لا النوم في وقتهِ، ولا اليقظة في وقتها. فالمؤمن إنسان منضبط! لذا فإنه
من تلقاء نفسه، يبحث عن موجبات هدر الوقت، وإضاعة الوقت، فالإنسان يعيش تقريباً نصف اليوم حالة اللاجدية في الحياة، ما
بين: انتظار، وسكوت، وملل، وعليه، لا بد من ملء هذا الفراغ؛ لأن الوقت لهُ حسابهُ.
والقرآن الكريم كثيراً ما يستعمل الأزمنة في القَسَم: {وَالْفَجْرِ}، {وَالضُّحَى}، {وَاللَّيْلِ} {وَالنَّهَارِ}، {وَالْعَصْرِ}، والله العالم! ربما لأن
الأزمنة، وحركة الكواكب؛ كلها مذكرة بأعمار الإنسان، لذا يقسم بها فهدر العمر، وهدر الوقت؛ هي آفة الآفات الصالحون آفتهم أنهم
لم يعملوا أكثر! والطالحون آفتهم أنهم لم يعملوا صالحاً.