حرب ناعمة - القوة الناعمة |4|
القوة الناعمة
|4|
التعليم منارة الأجيال والشعوب
لطالما ارتبط مؤشر تقدم أو تخلف البلدان بجودة العلم فيها، ونِتاج المؤسسات التعليمية.
ولشدة تأثير هذا القطاع على البنية الثقافية للأجيال، نلاحظ كم اهتمت أنظمة الهيمنة في اختراق المجتمعات المُستهدفة على الصعيد التعليمي. فمنذ حقبات الإستعمار وما قبله، عمِلت هذه الدول على إنشاء مؤسسات أكاديمية تربوية ذات مناهج أجنبية لمختلف المراحل، بدءاً من التعليم الأساسي وصولاً إلى الجامعة.
والهدف دوماً فرض التبعية الثقافية على دول العالم الثالث.
لذا، انطلاقاً من هذا الموقع الحساس وَجب التشديد على موضوعين بالغَيْ الأهمية:
- جودة الناتج العلمي وانعكاساته
- دور التجمعات والأنشطة الطلابية
1. فتعزيز المستوى العلمي وخصوصاً الجامعي للمؤسسات الوطنية والإسلامية، وتفوقها في هذا المجال، سينتج جيلاً مميزاً، معززاً بالتقنية والتكنولوجيا، مدججاً بالطموح والإرادة، مما سينعكس تقدماً على المستويات الإنتاجية والخدماتية كافة، وسيلفت أنظار العالم إلى درجات الإقتدار والإستقلالية العالية في البلد.
2. من ناحية ثانية، لا يقل أهميةً دور الجمعيات والمجالس الطلابية داخل الجامعات والمعاهد في تحقيق القوة والأمن الثقافيين. إذ إن للطالب الجامعي تأثير في بيئته مع العائلة والمرتبطين به والأصدقاء. وميزة الأنشطة الشبابية والطلابية، أكانت على الصعيد السياسي أو التربوي أو الإجتماعي وغيرها.. أنها فعالة جدًا في بلورة الشخصية والكيان الفردي الحامل لِهمّ القضية والمتعلق بقيم الثقافة والدين.
وفي هذا السياق، علينا أن لا نتجاهل ارتباط الواعز الديني بالعلم، ليحدّه ويبقيه ضمن دائرة الإنسانية!!
ولكن هل يُعتبر الدين مسألة نفور لدى غالبية الناس؟! وكيف نعيد امتيازه إلى الوعي الإنساني عموماً؟!
هذا ما سنناقشه في الفقرات القادمة.. تابعونا