موقف تربوي - الحوار المثمر |8|
ديننا
الحوار المثمر
|8|
حوار بين المرض الروحي وعلاجه
(حوار بين العصبية وعلاجها)
- العصبية: كيف تسمح لنفسك بالتجرؤ على رفع صوتك بوجهي؟! ألا تعرف من أنا، ومن أي عشيرة أكون!؟ نحن وجهاء هذه القرية وأسيادها، نحن من بناها وعمرها، عشيرتنا الأكثر نفرًا وشيخنا الأكبر والأحكم فيها.
- علاجها: حقًا أمرك لعجيب! تتحدثين عن عشيرتك وكأنكم ملوكًا وسلاطين، غيركم كأنهم خدمًا وحاشيةً عندكم. كما وأنه لم يرفع صوته بوجهك.
- العصبية: لسنا ملوكًا وسلاطين ولكننا الأهم والأنجح فيها. فكم طبيبًا ومهندسًا وكم عالمًا وحكيمًا وكم غنيًا وميسورًا منا فيها؟!
- علاجها: وكم عاصٍ وجاهلًا وكم مجرمًا وسارقًا وكم فقيرا وذليلًا منكم فيها؟!
- العصبية: لمَ تذكر عيوبنا، أتريد إذلالي وإهانتي بها؟
- علاجها: أعوذ بالله، لم أقصد الإهانة والإذلال أبدًا. ولكنني قصدت تنبيهك إلى أن هنالك ثغرات وعيوب عندكم غير المحاسن. كي تتخلصي من هذه الآفة لأن عواقبها وخيمة. فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلّى الله عليه واله وسلم): من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية» الكافي/ج2 ،
كما ويقول (صلّى الله عليه وآله وسلم): «من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه» الكافي/ج2 ،
وأيضًا عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام : «من تعصب عصبه الله بعصابة من النار» الكافي/ج2
- العصبية: لهذه الدرجة فعلي سيء!؟
- علاجها: أجل والأدهى من ذلك هذا الفعل (العصبية) سجية من سجايا الشيطان. فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم وكان في علم الله أنه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب. فقال خلقتني من نار و خلقته من طين» الكافي/ج3
- العصبية: لم أكن أعلم هذا. ما العمل الآن؟ كيف أتخلص من هذه الآفة؟
- علاجها: أولاً عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، ثم عليك أن تهذبي نفسك وتدربينها على أن تتحدث بموضوعية وشيئًا فشيئًا ستدركين أنك لا تتحدثين بعصبية وأنك تخلصتِ من هذه الآفة إن شاء الله.
- العصبية: إن شاء الله. شكرًا لك على هذه النصيحة.
- علاجها: لا شكر على واجب. فالحمد لله أن حوارنا مثمر.
- العصبية: أجل الحمد لله.