من أٓوجد الغدير!
من أٓوجد الغدير!
لا تعتبر قضية الغدير بذاتها أمراً مهماً لأمير المؤمنين (عليه السلام)!
بل هو الذي أوجدها
لقد أحدث ذلك الوجود المبارك الذي يعد مصدراً لجميع الأمور قضية الغدير.
لا قيمة للغدير بالنسبة له!
من يملك القيمة هو الإمام نفسه، وجاءت قضية الغدير على أثره. لأنه لا شخص بعد رسول الله (صلوات الله عليه وآله) يستطيع إجراء العدالة كما ينبغي وبكل ما للكلمة من معنى سوى ذلك الرجل، فأمر الله تعالى رسوله الكريم (صلوات الله عليه وآله) "بتنصيبه خليفة وقائداً للحكومة الالهية".
ولا يعد تنصيب الإمام خليفة من مقاماته المعنوية، بل إنّ مقاماته المعنوية الجامعة هي التي أوجدت الغدير.
المهم أن نتعلم كيف نقتفي أثر الإمام ونحذو حذوه، ونتعلم أنّ الغدير لا يختص بذلك الزمان فقط!
بل يجب أن يوجد في جميع العصور والأزمنة، ونتعلم أنّ النهج الذي سار عليه الإمام (عليه السلام) يجب أن يكون نهجاً لجميع الشعوب والأمم وقادته وموظفيه!
فقضية الغدير قضية إنشاء حكومة، وهذا من شأنه التنصيب، ولا تستحصل المقامات المعنوية به! لكنّ تلك المقامات التي كان يتمتع بها الإمام وشموليتها جعلت منه خليفة وقائداً منصّباً من قبل الباري عز وجل.
ولهذا نلاحظ اًنّ الصلاة والصيام وأمثالها تأتي عرضاً، والولاية هي المنفذة لها.
"تلك الولاية التي تعني الحكومة في حديث الغدير لا المقام والمنزلة المعنوية".
فكما نزل القرآن الكريم على شكل منازل مختلفة قد تصل إلى سبعين أو أكثر، ثم صار بأيدينا بشكله المخطوط. فالأمير كذلك، ورسول الله (صلوات الله عليه وآله) كذلك. فقد طويت المراحل وأُنزِلوا من ذلك الوجود المطلق والجامع حتى وصلوا إلى عالم الطبيعة. واستقر هذا الوجود المقدس وذلك الوجود المقدس وأولياء الله العظام في عالم الطبيعة!
بناءً على هذا، ليس من الصواب اعتبار أنّ حديث الغدير يريد أن يمنح الأمير سمة معنوية أو شأناً خاصاً أو ميزة معينة.
"بل الإمام هو الذي أوجد الغدير ومقامه الشامخ جعل الله تعالى يختاره خليفة وولياً."
"كل عام وأنتم بألف خير".