تاريخي - الهجرة |5|

ثقافتنا
الهجرة 
|5|

حذار التعرّب بعد الهجرة:
▫ ️كلمة "أعرابيّ" تُطلق على ساكن البادية الذي لا معرفة له بالدين وأحكامه ولا يبالي بذلك.
▫️ والهجرة معناها ترك البادية والمجيء إلى مراكز الإسلام لأجل التديّن بدين الله وتعلّم أحكامه. 

وبناءً عليه يكون المقصود من مصطلح "التعرّب بعد الهجرة" العودة إلى سابق حاله من الجهل وعدم المبالاة بالدين. 

وقد تواترت الأحاديث الدالّة على ذم التعرّب بعد الهجرة والنهي عنه وعدّه من الذنوب الكبيرة ، حيث روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: "من الكفر التعرّب بعد الهجرة". 

والتعرّب بعد الهجرة في يومنا هذا يكون في الهجرة واختيار المسلم بلاد الكفر التي لم ينتشر فيها دين الإسلام لإقامته وسكنه، حيث يعجز المسلم عن أداء أحكام دينه بل والأسوأ أنه يعجز عن المحافظة على أصل دينه. 

كتب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: "وحرّم التعرّب بعد الهجرة للرجوع عن الدين، وترك المؤازرة للأنبياء والحجج عليهم السلام، وما في ذلك من الفساد وإبطال حقّ كل ذي حقّ، لا لعلة سكنى البدو. ولذلك لو عرف الرجل الدين كاملًا لم يجز له مساكنة أهل الجهل. والخوف عليه لأنّه لا يؤمن أن يقع منه ترك العلم والدخول مع أهل الجهل والتمادي في ذلك". 
وفي مثل هذه الحالة يجب عليه الانتقال من ذلك البلد إلى بلدٍ آخر. 

ويُستثنى من ذلك:
▫ ️المضطر 
▫ ️ومن يقوم بنشاطٍ تبليغيّ دينيّ. 

من مصاديق التعرّب بعد الهجرة: 
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "تفقّهوا في الدين؛ فإنّ من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابيّ".
هذا الحديث يدلّ بوضوح على أنّ أحد مصاديق التعرب بعد الهجرة ترك التفقه وتعلّم الأحكام الشرعيّة؛ لأنّ من ترك التفقه في دين الله عجز عن تأدية واجباته العباديّة على وجهها الصحيح. فتكون عبادته باطلة، وتكون معاملاته مع الآخرين فاسدة؛ لأنّ الجاهل المقصّر كالعامد. 

بقلم الأخت سكينة حسن.