أخلاق - التوكل والأمل |3|
التوكل والأمل
|3|
اذهب أنت وربّك فقاتلا
▫ ️عندما خرج النبيّ موسى عليه السلام من الأرض المقدّسة، واجهته مهمّة إعداد قومه للدخول إليها مرّةً أخرى. فما كان منهم حين أمرهم بدخول الأرض المقدّسة إلّا أن قالوا: ﴿إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ سورة المائدة، الآيتان: 22 23.
▫ ️وأجاب المنطق اليهودي المتخاذل المشبع بالذلّ: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ سورة المائدة، الآية: 24.
▫ ️يبدو أن غاية ما فهمه قوم موسى من التوكُّل هو ما يفهمه بعض الناس اليوم إلقاء الكلّ على الله تعالى، وتفويض الأمر إليه بالمعنى السلبيّ، بحيث يعيشون الاتّكال والقعود والكسل دون سعي نحو امتلاك أسباب القوّة والعمل والفعاليّة.
وهذا بخلاف المنطق القرآنيّ الّذي يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ سورة الأنفال، الآية: 60.
يتبع..