قرآنًا عجبا - جولة في علوم القرآن |14| إعجاز القرآن - 3 -
قرآنًا عجبا
جولة في علوم القرآن |14|
إعجاز القرآن - 3 -
الفصاحة والبلاغة (البيان):
من أبعاد إعجاز القرآن فصاحته وبلاغته، حيث تحدّى بهماالعرب الذين بلغوا مبلغاً لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدّمة عليهم أوالمتأخّرة عنهم، ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِوَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْكَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالظَّالِمِينَ﴾ (يونس 38).
بعض خصائص هذا الإعجاز :
أ- دقيق تعبير القرآن ورقيق تحبيره: حيث وضع كلّ لفظٍ موضعهالأخصّ، إذا أُبدل بغيره جاء فسد معنى الكلام أو سقط رونقه، من قبيل: تقديم السمععلى البصر في قوله تعالى: ﴿ *وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَوَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشْكُرُون*َ﴾ (النحل 78) لأنّ السمع أرقى وأعقد وأدقّوأرهف من جهاز البصر.
ب- طرافة سبك القرآن وغرابة أُسلوبه: فسبكه جديد، وأُسلوبهفريد، لا هو شعر كشعر العرب، ولا هو نثر كنثرهم، ولا فيه تكلّف أهل السجعوالكهانة، على أنّه جَمَع بين مزايا أنواع الكلام الرفيع، فيه أناقة الشعر، وطلاقةالنثر، وجزالة السجع الرصين، وجميع آيات القرآن تشهد بذلك.
ج- تناسق نظم القرآن وتناسب نغمه: حيث يجد السامع لذّةٌ، بلوتعتريه نشوةٌ، إذا ما طرق سمعه جواهر حروف القرآن، من قبيل قوله تعالى:
﴿وَالنَّجْمِإِذَا هَوَى *مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُومِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى*فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى).
د- الترابط والتناسق المعنوي في القرآن: فالقرآن منتظمالسياق، متلاحم الألفاظ والمعاني، متواصل الأهداف والمباني، حيث إنّك تجد ذلك فيترابط الكلمات داخل الآية الواحدة، وترابط الآيات داخل السورة الواحدة، وترابطالسور داخل القرآن، ضمن تناسق معنوي معجز وباهر.
وغيرها الكثير.