www.tasneem-lb.net

قرآن

قرآناً عجباً - أضواء على سورة الأنبياء |1|

هدى للناس
أضواء على سورة الأنبياء
|1| 

(قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ) الأنبياء/63 .
1- كيف نسب تدمير الأصنام إلى الصنم الكبير، وهو خلاف الحقيقة، والأنبياء منزّهون عن الكذب؟
"الكذب" هو الإخبار الجاد بهدف تمويه الحقيقة، أما إبراهيم فقد قال ذلك على سبيل السخرية والتهكم، فلا يكون كذباً، ولذلك لم يقبلوا ذلك منه، لعلمهم بتهكّمه وامتناع صدور ذلك من الصنم الكبير، ولذلك قال: (فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ  ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ) الأنبياء64/65  .

(فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا) الأنبياء/79 .
2- كيف يـخطئ داوود الحكم الشرعي مع أنه كان نبيّاً ورسولاً، وقد قال تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ..) ص/26. 
لعلّ اختلافهما كان في كيفية تطبيق الحكم، لا في أصله، إذ تضمنت النصوص أنّ داوود حكم بإعطاء الغنم لصاحب الكرْم، وأن سليمان حكم له باللبن والصوف ذلك العام، وهما تطبيقان مختلفان للحكم الشرعي بضمان قيمة ما أتلفته الأغنام، إلّا أنّ سليمان اختار الصيغة الأرفق.
وقد تضمنّت بعض النصوص المعتبرة أنّهما تحاورا قبل إصدار الحكم، ولم يختلفا في الحكم نفسه، فقد روى جميل بن درّاج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قولـه عزَّ وجلّ: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) الأنبياء/78 . قال: لم يحكما، إنما كانا يتناظران، (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ)، ميزان الحكمة/ج4 .
ويبدو أنّ الهدف كان تكريم سليمان وبيان فضله، تمهيداً لنبوّته بعد أبيه.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد