قرآناً عجباً - أضواء على سورة آل عمران |4|
هدى للناس
أضواء على سورة آل عمران
|4|
(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) -آية 67.
كيف يكون إبراهيم مسلماً مع أنه عاش قبل رسالة الإسلام؟
الإسلام يراد منه "التسليم لله سبحانه"، لأن إبراهيم كان مستقيماً ومسلّماً لله سبحانه، وجاءت تسمية الدين الإسلامي بذلك على هذا الأساس، باعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين مستسلمون لله تعالى ولشريعته وتعاليمها، في مقابل المشركين، لذلك قال سبحانه ـ بعد هذه الآية ـ (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا).
(..وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء..) آية 179.
كيف خصّ ذلك ببعض الرسل مع أنّ الكل يشتركون في تميّزهم بالرسالة كما قال تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ).
كأنّ الملحوظ في تلك الآية التمييز في علم الغيب، فإنّه خاصّ ببعض الرسل الذين يجتبيهم الله لذلك ويميّزهم ببعض مراتب علم الغيب.