تربية التوائم (الجزء الثّاني)
تربية التوائم (الجزءالثّاني)
ابنتي تبلغ من العمر5 سنوات وهي توأم لأختها، منذ فترة بدأت ألاحظ أنها لا تتكلم الصدق، وأنها أصبحتتغار كثيرًا مع أننا لا نميّز بينهما. ما العمل؟
في هذا الجزء نعالجموضوع عدم قول الصّدق عند الأطفال، انطلاقًا من هذه المشكلة ومن مشاكل واسعة فيهذا المجال.
لعلّ هذا الموقفالّذي بين أيدينا من المواقف الحساسة، والّتي قد تكون وليدة صدفة، أو عدم التشخيصالدقيق لهذا المظهر،
إذ إنّنا نلفت عنايةالوالدين إلى التمييز بين مرحلة عدم قول الصدق قبل سن السادسة، وما بعده.
1فقد يكون السبب في عدم قول الصدق قبلالسادسة مردّه إلى عدم تمييز الأطفال بشكل عام بين الحقيقة والخيال، ويتحدّثون عنذلك بإصرار أنه حقيقة، مما يبرز أهمية هذا العالم الخيالي بالنسبة لهم، وطالما هذاالخيال لا يؤثر على علاقات الطفل الحقيقية فلا يوجد مشكلة.
إلا أنّ دور الوالدينذو أهميّة بالغة لجهة توجيه الخيال، فقد يذكر الطفل للأهل قصة خيالية يمكن للأهلبذلك التزام الصمت أو التدخّل معه بعبارات توجه الخيال ليصبح حقيقة (مثال: يقولالطفل- سافرتُ مع معلّمتي إلى مكان بعيد، يجيبه الأهل، معلّمتك! ومَن من الأصدقاءتتمنّى أن يرافقكما؟- في هذه الحالة يكون الأهل قد سبقوا الطفل ليعبّر عن أحلامه،وبالتالي شجعوه على أن يحكي القصص عن طريق تجاوبهم معه)، وقد تكون هذه الخيالاتدلالة إبداع عند الطّفل، وهذه الرّغبات علامة ذكاء ونبوغ. لذلك على الأهل أن يهتموابتنمية الخيال بتوسّل الرّسم والقصص والكتابة، فالخيال يعبّر عن رغبات الطفلوطموحاته.
2أمّا مظاهر الكذب عامّة، فـ:
-قد يكذب الطفل طوال الوقت في كلّ شيء تقريبًا، مهما كان، يؤلّف قصصًا، يبالغ،يُحرف حقيقة، أو يخفيها.
-قد لا يوجد سبب واضح وراء الكذب، يكذب لأنّه اعتاد على ذلك.
-قد يكذب للفت الانتباه، وقد تكون ثقته بنفسه منخفضة.
-قد لا يدرك أنّه يكذب وربّما ينكر هذا السّلوك.
-قد يكون الكذب من باب اللعب مع الوالدين وبخاصة في مرحلة الطفولة الأولى.
3وقد تعود الأسباب إلى:
-التّعوّد حتّى أصبح الكذب ردّ فعلٍ تلقائيٍ.
-الخوف من العقاب أو ردّ فعل الكبار، أو القلق أو الغيرة.
-تقليد الكبار (الآخرين)، سواء داخل الأسرة أم خارجها.
-كسب تعاطف المحيطين، والحصول على ما يريد.
؟!
4النّصائح في العلاج:
-عدم تجاهل الكذب الّذي يقوم به، مع تحديد نوعه، لمتابعته وتصويبه.
-إعطاء الطّفل فرصة للاعتراف بخطئه.
-قبول اعتذار الطفل إن اعتذر.
-تعليم الطفل ومساعدته على إصلاح كذبه.
-عدم وقوع الأهل، كونهم قدوة حسنة، بالكذب مطلقًا.
-التّعرّف إلى دوافع الكذب قبل تحوّله إلى كذب مرضي.
-تعزيز قيمة الصّدق وقول الحقيقة من خلال القصص واللعب مع الطفل.
-عدم تقبّل أعذار الكذب، وأنّ الكذب مرفوض مطلقًا من دون أسباب.
-تجنّب الانفعال الزائد وضبط النفس من قبل الأهل كردّ فعل على كذب طفلهم، والتّفاهموالتّحاور معه برفق ومحبة، والنّصح المباشر.
الكذب من الأمورالّتي يقع بها كثيرون في مرحلة الطفولة، ومعالجته في وقت مبكر يساعد على التّخلصمنه قبل أن يصبح مصدر قلق للوالدين.
وعمومًا إذا نشأالطفل في بيئة تحترم الصّدق، وشعارها الصدق قولاً وعملاً، وإذا ما توافرت عواملتحقيق حاجاته النفسية من حبّ واطمئنان وتقدير وشعور بالنّجاح، فهذا كفيل أن ينشأالطّفل أمينًا في كلّ أقواله وأفعاله.
سدّد الله خطاكمأهلنا الأعزاء