الممنوع والمسموح للطفل
موقف تربوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استشارة تربوية: يبلغطفلي من العمر سنة واحدة، هل يدرك الممنوع والمسموح؟
أعزاءنا الأهلالكرام..
بخصوص استشارتكمالتربوية هذه نقول أن التربية تقوم على أساس تحديد الممنوع والمسموح للطفل، هذاصحيح.. لكن ما ينبغي الالتفات له:
أولاً: هو نسبةونوعية الممنوعات والمسموحات في كل مرحلة عمرية، فمثال المرحلة العمرية المذكورةهنا (سنة واحدة) يجب أن يرسم الوالدان حدود الممنوع والمسموح ليكون حاضرًا فيتربيتهم للطفل لا لإعلامه وإخباره به، ثم لتوفير البيئة السليمة التي يتوفر فيهاهذا المسموح ويبتعد عن حدودها هذا الممنوع..
فالطفل في هذهالمرحلة العمرية لم يمتلك بعد شخصيته وقدراته العقلية والنفسية وهو مقلد بامتياز..
لذا، إن توفر للطفلبيئة سليمة فلن يكتسب سلوكيات ممنوعة.
أما في حال كونالمقصود من السؤال هو نهيه عن ما يسبب له الأذى الجسدي أو ما شابه.. فهنا ينبغي أننوفر له المكان والبيئة الآمنة للعبه وحركته.. فيتحرك ويستكشف ويلعب بأمان بعيدًاعن المخاطر.
مع لحاظ كون قانونالمسموح والممنوع لا يمكن أن يشمل كل ما هو متعلق بحركات وسكنات وذوق ورغبات الطفلبحيث يكون تدخل الأهل مفرطاً إلى حد إلغاء شخصية طفلهما بل ينحصر بما يؤمن له حدودالتربية السليمة.
ثانيًا: كيف نبينللطفل ما هو الممنوع وما هو المسموح؟؟ فهل الطفل يدرك المجردات ويفهم مقصدي من قولكلمة ممنوع أو مسموح؟؟
بالطبع لا، لذا ينبغي علينا كأهل تحويل المفهومالمجرد إلى محسوس مع تكراره لمرات عديدة حتى يعيه الطفل..
مثال: لا يصح قولناللطفل النار تحرق لا تلمس.. بل يمكن أن نقرب يد الطفل من المدفأة إلى مرحلة يشعربحرارتها ثم نتكلم بلسانه وبلغته أنها حرارة وهذا أمر مخيف.. ونكرر فعلنا هذالأكثر من يوم حتى يدرك ذلك، مع التفاتنا إلى أن الطفل في هذا العمر لا يزال يكتشفمحيطه الذي دخله حديثاً ويمكن تشبيهه بمن دخل معرض عجائب ويشاهده للمرة الأولى،فمن الطبيعي والمفيد واللازم أن يكون ساعيًا لاستكشافه.. فلا نحد من هذا الأمر بلنعينه ونوفر له السبل المناسبة والسليمة.
ثالثًا: ما هي ردةالفعل الطبيعية للمربي في حال خالف الطفل حدود المسموح والممنوع؟ وهل يمكن أن يضعالوالدان حدودًا للممنوع لكن الطفل يتجاوزها؟
هنا ينبغي علينا كأهلتحديد سبب تخطي الطفل للممنوع، أو بمعنى آخر نسأل أنفسنا، لماذا لم يلتزم ولديبحدود الممنوع؟
والسبب ممكن أن يكونأحد ثلاثة أسباب..
1أن الطفل لم يع حقًا ولم يفهم بالضبط حدودالممنوع، فهنا ينبغي إعادة توضيح الأمر وتفهيمه للطفل من ثم التأكيد على الالتزامبه.
2أن ثمة دافع أكبر في نفس الطفل يجعله ينسىكل القوانين مقابله كمثل اللعب.. هنا ينبغي إيقافه عن لعبه وتنبيهه وتذكيره وإنكان المطلوب إصلاح الخطأ فليصلحه ثم يكمل لعبه.
3 أن الطفل يعلم ويشعر أننا غير متابعينلقانون الممنوع والمسموح، وهنا يمكنه التجاوز وخاصة بعد أن يتجاوز سن السابعة حيثيصبح مميزًا مدركًا قادرًا على التلاعب بالقانون، وهنا ينبغي تذكيره أولًا ثمتنبيهه ثانياً، مع تحديد العقوبة في حال المخالفة لتكون واضحة وجلية في بال الطفل،ثم نلتزم بها.
ملاحظة: في حال اضطرالأهل لاستخدام العقوبة ما بين سن الرابعة والسابعة ينبغي أن تكون بعد التفهيم..ثم التذكير ثم الإنذار.. وإلا فإننا كأهل ملزمين بتوجيه الطفل بكل ما تيسر منأساليب في سنيه الأولى قبل التفكير بالمحاسبة والعقاب.