تربية الطفل اليتيم 3
موقف تربوي
تربية الطفل اليتيم
كيف نحقق لليتيم حاجاته الطبيعية؟
1 الحاجة إلى الأمن النفسي:
وتتمثل بالحاجة للشعور بالأمن حيث يمكن توفيرها بشكل طبيعي في استقرار حالة الأم وتماسكها وعدم زجه في الشؤون المالية للأسرة أو تعزيز وسواس الخوف.
كذلك فإن تعزيز التوافق والتعاون مع عائلة الوالد له الأثر الهام في توفير هذا الاستقرار أيضًا.
أما بخصوص كسر حالة الخوف لدى الطفل فهنا يجب الإلتفات إلى كسر حالة الشعور بالخوف من قبل الأم أولًا ثم تجنب إثارة حالة الضعف نتيجة غياب الوالد، مع الحرص على توفير البرامج المناسبة التي تخرج الأسرة عن جو التعاسة والشقاء العائلي.
2 الحاجة إلى الحب والتقدير الاجتماعي:
إن أول من يحتاجه الطفل هي الأم لأنها أول من يشبع حاجاته الفسيولوجية، لذلك من المفيد جدًا احتضان الأم لطفلها وقد تكون الحاجة لهذا الاحتضان والعاطفة في أعلى مستوياتها في الفترة الأولى لفقدان الوالد، لكن مع الحرص الشديد لعدم الإفراط في تدليل الطفل أو في المبالغة بجرعات الحنان والإهتمام خاصة في هذه الفترة الحساسة، فلا تبالغي عزيزتي الأم في احتضانه إلى حد تكوين حالة من الوسواس على سلامته أو إيصاله إلى الحالة الشعورية التي تجعله يظن بأن لا مستقبل بعد هذه المشكلة.
كذلك فليلتفت أهل الوالد لعدم أخذ الطفل عن أمه ولو لفترة محدودة للتمتع بقضاء الوقت معه كتعويض عن خسارتهم لوالده، ومهما كان حرصهم على رعايته وإشباع حاجته للحنان فهو سيشعر بالكثير من الضغط والحرمان العاطفي خلال هكذا فترة لذلك يجب أن يتواجد فيما بينهم بحضور والدته التي تشكل له صمام الأمان، ولنلتفت إلى أن حرمان الطفل من الحب يؤدي إلى:
زيادةأعراض القلق والمخاوف لديه، اضطراب النوم، فقدان الشهية للطعام، فقد الثقة بالنفس، الشعور بالتعاسة.
كما وأن الدلال الزائد يؤدي إلى:
منع نمو شعور الطفل باستقلاليته، يفقده الثقة بالنفس لأنه يشعر أنه عاجز عن إشباع حاجاته بنفسه، مما يجعله يشعر بعجز شديد حين يقارن بين نفسه وبين من هم في سنه، أو حين يخرج للحياة التي لن ترحمه لعجزه عن إشباع حاجاته وأداء دوره في الحياة الاجتماعية.
3 الحاجة إلى المعرفة:
كثيرًا ما يحاول الطفل التعرف على الأشياء من خلال القبض عليها أو من خلال تتبعها بعينيه.
وهناك عدة وسائل لإشباع الحاجة إلى المعرفة أهمها:
1- النشاط الذاتي (اللعب):
ولا بدأن يعمل كل من المنزل والمدرسة على استغلال هذه الوسيلة في إشباع حاجة الطفل للمعرفة، حيث أن الاقتصار على التلقين يجعل منه منغلقًا وليس لديه قابلية البحث عن المعرفة. لذا فلا يصح لنا لمجرد أن طفلنا قد فقد والده، أن نحرمه من النمو الفكري والنفسي الطبيعي، فمن حقه اللعب والحركة والتفاعل كما سائر أقرانه دون أن نقابله بكل لحظة بكلمات الخوف،إنتبه من أن تسقط أرضًا، أخاف أن يصيبك مكروه، ليس لدي غيرك، أنت من بقية الحبيب.
2- الأسئلة:
لا بدمن الإجابة عن أسئلة الطفل إجابات تناسب مستوى عمره وإدراكه كما أوضحنا في الحلقة السابقة.
4 الحاجة إلى الانتماء:
الشعور بالانتماء للأسرة ومن بعدها لجماعة اللعب ثم المدرسة من الحاجات الأساسية للطفل.
ومن أهم العوامل التي تهدد شعور الطفل بالانتماء لأسرته:
عدم الاهتمام بحاجاته، أو إنفصال الطفل عن والديه، وفي حالة الطفل اليتيم من الهام جدًا تعزيز حالة انتمائه لعائلته (بيت جده) لذا يجب أن نحرص على مشاركتهم مناسباتهم واجتماعاتهم ليعايشهم عن قرب ويكون في حالة قرب فعلي وعاطفي معهم يشعره بالانتماء لهم.
5 الحاجة لتأكيد الذات:
وهي إثبات استقلاليته وقدرته على القيام بشؤونه الخاصة، وكذلك قدرته على تزعم وقيادة الآخرين، لذا يجب أن نوفر له الفرص التي تمكنه من مشاركة جماعات الأطفال اللعب والمرح دون قلقأو خوف، ويمكننا كبداية لكسر هذا الحاجز مشاركتنا جماعة اللعب ليشاركهم ثم تقليص نسبة تدخلنا شيئًا فشيئًا، كذلك يجب فسح المجال أمامه ليقابل ويصادف عدد أكبر من الأطفال مع محاولة خلق الفرص المناسبة للابتعاد عن الأم بشكل تدريجي وصولًا لذهابه إلى حضانة الأطفال التعليمية بعد سن الثالثة.
أما عن تعزيز نسبة اعتماده على ذاته فيجب أن تتم بإفساح المجال أمامه للقيام بشؤونه الخاصة منفردًا (تناول الطعام، توضيب الألعاب، ارتداء الملابس) وصولًا لتكليفه ببعض المهام فور قدرته على تنفيذها.