مجتمع - الإختلاط |1|
الإختلاط
|1|
الإختلاط واقعٌ وحدود
ما هو برأيكم أول سبب عالمي لموت الفتيات بعمر 15-19 سنة؟
هل تتوقعون أن تكون حوادث السير مثلا! أم أمراض معينة كالأزمات القلبية، أو السرطان!
لقد وجد تقرير منظمة الصحة العالمية، أن السبب الرئيسي لوفاة الفتيات المراهقات هو مضاعفات الحمل، والإجهاض غير الآمن، والاغتصاب!
فما الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد؟
إنها النتيجة الطبيعية، لكل مجتمع "متحرر" لا يقيم وزنًا لمعايير العلاقة بين الجنسين، ولا يدرك أفراده أصلًا تأثيرات هكذا أجواء متفلتة على توازن مجتمعهم، وعلى بنيان الأُسر فيه، وصحة النساء والرجال على السواء نفسياً وعاطفيًا وحتى جسديًا.
وبالانتقال إلى المجتمعات المحافِظة: إلى أي مدى يحافظ الناس على حدود الإختلاط فيها؟ وهل فعلا يمكن لسياسة الفصل التام بين الجنسين أن تنقذنا من الآفات المدمرة؟
يُلاحَظ أن أشكال الإختلاط سابقا كانت محصورة ومحدودة بالتواصل الشخصي، وكانت العلاقات مضبوطة نوعا ما، إن كان على صعيد العمل أو الدراسة أو حتى في صلات القرابة والصداقات العائلية.
إلى أن وصل إعصار العالم الإفتراضي، فحطم كل الحدود، وقلَب الضوابط رأسًا على عقب.
من الناحية الشرعية:
الإختلاط ليس أمرًا مُحرّما بحد ذاته، لأن تفاعل أبناء المجتمع مع بعضهم البعض ضرورة إنسانية.
لكن الإشكالات الشرعية التي قد تقع أثناء الإختلاط:
- كالمصافحة
-المزاح
- النظرة الحرام
- الخلوة
جعلت هذا المباح مقيدًا لدرجة كبيرة تصل إلى حد الضرورة فقط.
وكذلك، الإفراط في فرض القيود الصارمة على تواجد المرأة بين الرجال، تترتب عليه نتائج سلبية لا تقل ضررا عن العلاقات المفتوحة، وتؤدي في أكثر الحالات إلى حرمان المرأة من حقوقها (كالتعلم، وقيادة السيارة..).
إذا، فالعلاقة بين الجنسين بأشكالها المتعددة، مسألة لا غنى عنها، وتخضع في الوقت نفسه إلى ضوابط أساسية. وهذا ما سنتابع البحث فيه في الفقرات القادمة.