مجتمع - الإعلام بين الدور والهوية |5|

الإعلام بين الدور والهوية 
|5|

المصطلحات الإعلامية
لا شك بأن متابعي وسائل الإعلام المختلفة، يلاحظون كيف تعبّر كل واحدةٍ منها على طريقتها وبمصطلحاتها الخاصة عن القضية والحدث نفسه.

وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- كم من محطة وصحيفة تقول "الدولة الإسرائيلية" بدلًا من "الكيان الصهيوني"؟
- ولماذا بعض القنوات تصف مجموعة ضحايا بـ"الشهداء" بينما أخرى تصفهم ب"القتلى"؟
- هل هناك فارق بين "المعارضة السياسية" و"الممانعة السياسية"؟
بالطبع هذا التفاوت بالتعبير ليس صدفةً أبدا، فلكل مصطلح أهدافه الضمنية المخفية غالباً عن الناس.

وفي هذا السياق، يدعونا الإمام الخميني (قدس سره) بأن نلتفت كثيرا للمصطلحات التي يروّجها العدو، لما لها من تأثير في تغيير القيم ووجهات النظر.
ومن أكثر المصطلحات التي كان يرفضها، هو "الاستعمار": فهذه الكلمة في أصلها اللغوي تدل على العمران والبناء والتشييد.
فهل الدول التي غَزَت أراضينا في السابق، جاءت لتعمّرها أم لتنهبها وتستغلها!
وقد دعا بدلًا من ذلك إلى استعمال مصطلح "الاستكبار".

فكيف يتم نحت المصطلح الإعلامي وإيصاله إلى أذهان الجمهور؟
تبدأ الخطة من إعداد المصطلح وتركيبه بما يتوافق مع الرؤية التي تحاول الوسيلة الإعلامية دفع الناس باتجاهها، ثم تقوم بالترويج له ونشره حتى يدخل ضمن أدبيات الصحفيين والكتّاب والناشرين، فيستقر بعدها في الوسَط الشعبي المستهدف.

أخيرا، نتوقع من القراء الكرام، بعد هذا الشرح المُقتضب، أن يصبحوا قادرين على ملاحظة ومراقبة تفاوت المصطلحات الإعلامية بين كل وسيلة، واستنتاج الأهداف المبنية عليها.

أما في فقرتنا المقبلة، فسنتحدث عن الدعاية السياسية (البروباغندا) وأساليبها.. تابعونا