عاشوراء - الحسين عليه السلام.. ثار الله |1|
الحسين عليه السلام.. ثار الله
|1|
السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَ الزّهراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللهِ وابْنَ ثارِهِ.
الثأر في التاريخ:
كلمة الثار مخفّفة الهمزة، أصلها ثأر، والثأر: الطلب بالدّم، ثأر بقتيله: أي قَتل به، فهو ثائر.
ولهذه الكلمة جذورٌ تاريخيّة عند العرب في الجاهليّة، فقد كان الدّم يحفّز ذوي المقتول للانتقام من القاتل؛ إذ لا بقاء لقبيلةٍ تتخلّى عن الطلب بدماء مَن يقتل رجالها؛ حيث تصبح مطمعًا للقبائل الأخرى، فتجترئ على العدوان عليها وقتل رجالها.
وصاحب الثأر كان يُحرِّم على نفسه شرب الخمر والنساء وتناول اللحم، وقد ينذر ألاّ يمسّ الماء جسده حتى يأخذ بثأره. وكانت هذه الحالة عندهم تُسمّى "الإحرام"، ولا تتمّ مغادرتها من قبل الثائر إلّا بعد تنفيذ نذره وأخذ ثأره، وقد كانت هذه الشرعة مقدّسةً لدى العرب قبل الإسلام.
ولكي لا يتهاون أحدٌ في طلب الثأر، راجت في المجتمع القبليّ القديم (أسطورة الهامّة)، والهامّة عبارة عن نوعٍ من أنواع البوم وطائرٍ من طيور الليل، التي تألَف الأماكن المهجورة كالمقابر. وكانت العرب تزعم أنّ روح القتيل الذي لا يُؤخذ ثأره تصير هامّةً وتقف على قبره، ولا تزال تصيح: اسقوني اسقوني، - أي من دم قاتلي-، فلا تكفُّ عن الصياح حتى يؤخذ بثأر القتيل، فإذا أُدرك ثأره طارت.
وتقع تبعة المطالبة بدم القتيل عادةً على أقرب الناس إليه رحمًا، فإن عجز عن ذلك ألزمت القبيلة كلّها نفسها بإنفاذ هذا الأمر، فأيّ رجلٍ من رجالها في وسعه أن يتولّى هذا الأمر. لكنّ العرب في الجاهليّة كانوا يتجاوزون في الثأر الحدود المعقولة، حتى قتل (مهلهل) بأخيه (كُليب) من بكر بن وائل مقتلةً كبيرة، وكاد يفني القبيلة بأجمعها.