عاشوراء - الحسين عليه السلام ثار الله |2|
الحسين عليه السلام ثار الله
|2|
القصاص في الإسلام:
سطع نور الإسلام على العالم، ومن جملة الأشياء التي هذّبها ووجّهها الوجهة الصحيحة هي الثأر؛ فشرّع القصاص بدلًا عنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأنْثَى بِالأنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ - البقرة/١٧٨.
ثمّ جعل حقّ القصاص لوليّ الميت دون غيره من سائر الناس، قال تعالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}، وقد ذهب مشهور الفقهاء إلى لزوم الاستئذان من الإمام عليه السلام حين إرادة الاستيفاء.
ولا يتعدّى الوليّ في القصاص إلى غير القاتل، وهذا واضحٌ من ذيل الآية السابقة: {فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا}الإسراء/ ٣٣ بل ولو تواطأ جماعةٌ على تخليص القاتل من يد أولياء المقتول، فإنّه لا يحقّ للوليّ أن يقتل مكان القاتل أحدًا من هذه الجماعة حتى ولو مات القاتل. وإنّما يلزم حبس الجماعة حبسًا حتى يُتَمكَّن من القاتل، وإذا ما مات القاتل، لزمت الدية على المخلِّص دون القصاص.
إنّ أحكام القصاص هذه وغيرها كان هدف الإسلام منها أن يحفظ نظام المجتمع من الفوضى ويحقن دماء البشريّة. قالت السيدة الزهراء عليها السلام: "والقصاص حقنًا للدماء"، أي: وجعل الله القصاص وشرَّعه من أجل المحافظة على حياة الناس، وهذا نظير قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} - البقرة/١٧٩.