جوامع الشِيٓم
العصبية
وهي: مناصرة المرء قومه، أو أسرته، أو وطنه، فيما يخالف الشرع، وينافي الحق والعدل.
وهي: من أخطر النزعات وأفتكها في تسيب المسلمين، وتفريق شملهم، وإضعاف طاقاتهم، الروحية والمادية، وقد حاربهاالإسلام، وحذّر المسلمين من شرورها.
فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه اللّه تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية»، الكافي/ ج 2/ ص 308 .
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «إن اللّه قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند اللّه أتقاهم» وسائل الشيعة/ج16/ص43 .
وأصدق شاهد على واقعية الإسلام، واستنكاره النعرات العصبية المفرقة، وجعله الإيمان والتقى مقياساً للتفاضل ، أنّ أبا لهب ((وهو من صميم العرب)) صرّح القرآن بث لبه وعذابه «تَبّت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى ناراً ذات لهب» وذلك بكفره ومحاربته للّه ورسوله.
وكان سلمان فارسّياً ، بعيداً عن الأحساب العربية ، وقد منحه الرسول الأعظم صلى اللّه عليه وآله وساماً خالداً في الشرف والعزة ، فقال: «سلمان منّا أهل البيت»، بحار الأنوار/ج10/ص123 .
وما ذلك إلا لسمو إيمانه ، وعِظم إخلاصه ، وتفانيه في اللّه و رسوله.
يتبع..