أشهر النور - صوم الجوارح |1|
صوم الجوارح
|1|
كان "مسلم" من المؤمنين المحبّين للتدبر والتمعن في كلام الله وأحاديث النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم) وبينما كان يتابع برنامجًا خاصًا عن الصوم على التلفاز، وإذ به يسمع حديثاً لفت انتباهه وأثار فيه حب المعرفة والاستزادة بالمعاني الدقيقة والحقيقية لهذه العبادة العظيمة.
عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام): صوم الجسد الإمساك عن الأغذية بإرادة واختيار خوفاً من العقاب ورغبةً في الثواب والأجر، وصوم النفس إمساك الحواس الخمس عن سائر المآثم، وخلوّ القلب من جميع أسباب الشرّ، ميزان الحكمة/ج2.
فتوجه بالسؤال نحو أخيه الأكبر "مؤمن" وهو طالب علم ودين ومعرفة بالأسئلة التالية:
ما الفرق بين صوم الجسد وصوم النفس؟
وكيف يكون صوم الحواس الخمس عن المآثم؟
وكيف للقلب أن يخلو عن جميع أسباب الشر؟
فأجابه "مؤمن": نعم يا أخي إن الصوم لله: ومعنى كونه لله ارتباط الجزاء بمقدار ما يؤدّي الإنسان هذه الفريضة على حقيقتها، ولذلك لم تحدّد النصوص مقدار جزاء هذه الفريضة.
فيكون الصوم بترك الأكل والشرب والابتعاد عن جميع المفطرات من طلوع الشمس لغروبها قصد العبادة والتقرب إلى الله تعالى وهذا هو المقصود بـ صوم الجسد.
ولكن الصوم ليس امتناعًا عن الأكل والشرب فحسب، وإنما هو امتناع كذلك عن جميع المحرمات والأعمال السيئة.
كما ذكر الرسول الأكرم في خطبة استقبال شهر رمضان: "..واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه اسماعكم.."
وللصوم أثره على الأبدان تماماً كأثره على النفوس.
وحقيقة الصوم ليست الابتعاد عن المفطرات واجتنابها، فإنّ ذلك ظاهر الصوم، وأمّا باطنه وحقيقته التي يجب أن نطلبها بأدائنا لهذه الفريضة فهي صلاح الباطن.
وتابع "مسلم" بالاستفسار:
ولكن ما علاقة هذه الممتنعات بصلاح البدن؟
يتبع..