آدابنا - الحياء
الحياء
لقد قدّم القرآن الكريم نماذج من النساء الصالحات، وبيّن سلوكهنّ وصفاتهنّ، ومن بين هذه الصفات الحياء، يقول تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، القصص/23-24-25.
تقصّ هذه الآيات قصّة لقاء موسى عليه السلام مع ابنتي شعيب عليه السلام، وتُظهر صفة هاتين الصالحتين وحياءهما بشكل واضح في مسألتين، الأولى: ﴿..قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء..﴾.
حيث امتنعتا عن الدخول بين الرجال وفضّلتا الانتظار حتّى يخلو المكان لهما، وهذا له ارتباط واضح بالحياء ورفض الاختلاط.
والثانية: ﴿فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء..﴾.
فهنا يوجد تصريح بالحياء الذي كانت تتحلّى به هذه المرأة الصالحة.
فلماذا الحياء؟
أهميّة الحياء:
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: "الحياء والإيمان في قرن واحد فإذا سُلب أحدهما أتبعه الآخر"، وسائل الشيعة/ج12.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا إيمان لمن لا حياء له"، الكافي/ج2.
هناك بعض الأمور التي نشير إليها كمفردات للحياء:
الحياء في الستر: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أيّها الناس إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر فأيّكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإنّ الحياء زينة الإسلام"مستدرك الوسائل/ج1.
الحياء في النظر:يقول تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾، النور/30.
الحياء في القول:عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال وما قيل فيه"، مستدرك الوسائل/ج9.