زدني علماً - على نفسه بصيرة |1|
على نفسه بصيرة
ولو ألقى معاذيره
|3|
كما يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. البقرة/222 .
لمعرفة هذا الحب الإلهي لهؤلاء التائبين لابد لنا من التعرف على أركان الاستغفار.
أركان الاستغفار:
الإحساس بعظمة من يُعصى/ والاحتقار الباطني لدى العاصي
إنّ هذا الحب الإلهي لبعض التائبين، هو هذا الشعور الباطني الذي يعيشه التائب لنفسه.. فإنّ احتقار النفس، مع استشعار عظمة الربوبية- هذان الخطان المتوازيان- يولدان رحمة إلهية، وقوة إلهية هائلة.. لأن هذا العبد التائب وهو في عالم المغفرة، ينظر إلى الله تعالى فيخشع لعظمته، وينظر إلى نفسه فيعيش الذل لحقارته.. ويا له من تركيب فعّال!
فالذي يستشعر العظمة الإلهية، ويخشى الله تعالى، ويرى عظيم إنعامه؛ فإنّه إذا وقع في ذنب، يستغفر ويذوب خجلاً في استغفاره.
فيطلب المغفرة بالمعنى الحقيقي وهو عازم على عدم العود•• فهو الذي يطلب المغفرة ويرى في أعماق وجوده قبح ما فعله، ويعيش التألم والندم.. ولسان حاله، كما يقول الإمام زين العابدين عليه السلام:
(إلهي! لم أعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون.. ولكن خطيئة عرضت، وسولت لي نفسي، وغلبني هواي، وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخى علي..)
وإن التائب الذي يعود إلى الله تعالى بهذه الندامة الباطنية، وبهذه الحالة من طلب المغفرة، لا يُرفع عنه فقط كدر العمل، بل يُعطى نور التوبة وهناك فرق بين أن تذهب الظلمة، وبين أن يأتي النور!
متى يُعتبر الإنسان مذنباً ومتى تجب عليه التوبة؟
يتبع..
اِلـهي أَلْبَسَتْنِى الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتي، وَجَلَّلَنِى التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتي، وأمات قَلْبي عَظيمُ جِنايَتي، فأحيه بِتَوْبَة مِنْكَ يا اَمَلي وَبُغْيَتي وَيا سُؤْلي وَمُنْيَتي.