أخلاق - مكارم الاخلاق |10|
مكارم الاخلاق
|10|
نصرة الأقربين
ومن خذلان الأقربين النصرة
من هم الأقربون؟
معلوم أنّ الأقربين أعمّ اصطلاحاً من أُولي الرحم.. وهم مَن يعيش الإنسان معهم بصورة أشمل وأطول، كالجيران فيما بينهم، وزملاء المدرسة ومحيط العمل، فأفراد هذه الأصناف قد يعيش بعضهم مع بعض ويقترب بعضهم من بعض حتّى تصل درجات التأثير المتبادل بينهم حدّاً لا يمكن تمييزه.
وهؤلاء الأقربون قد يكونون أُولي رحم، أو غرباء، أي أنّهم قرابة من حيث اللغة وإن افترقوا من حيث السبب.
ما هو الخذلان الذي ذكره الإمام (عليه السلام) في نص الدعاء؟
الخذلان عادة ما يصدر من هؤلاء الأقربين تجاه بعضهم، كأن لا يتساعدون لحلّ مشكلة أصابت أحدهم، نظراً إلى أنّ من ديدن الأشخاص – غالباً – الاجتماع حول ذي الثروة أو النفوذ، والانفضاض عمّن يفتقر إلى عوامل القوّة.
والإمام سلام الله عليه يحرّضنا بدعائه هذا على أن نطلب من ربّنا الكريم أن يبدل خذلان الأقربين بمحبّتهم لنا لينصرونا عند حاجتنا إليهم.
ومن هنا نفهم قول أمير المؤمنين (عليه السَّلام): لن يرغب المرء في عشيرته، وإن كان ذا مال وولد، وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم وألسنتهم، هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمّهم لشعثه، إن أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الأمور، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم يداً واحدة وتُقبض عنه منهم أيدي كثيرة (نهج البلاغة ص65 خ23).
بمعنى أنّ الفرد كما يحبّ أن ينصره الأقربون عند حاجته إليهم، كذلك عليه أن يضع في حسبانه تقديم النصرة لهم عند حاجتهم إليه، لدفع أكبر نسبة ممكنة من احتمالات الخذلان عند الحاجة، فهو إذا خذل قريبه حين يحتاجه، فليتوقّع خذلان قريبه له كذلك.
يتبع..