www.tasneem-lb.net

أخلاق

أخلاق - لغتنا رجب ما بين الأصم والأصب

لغتنا

رجب ما بين الأصم والأصب

 

هناك الكثير من الأسماء الّتي نسمعها واعتدنا على سماعها، وربّما تمرُّ علينا من دون أن نتعرف معناها، ومن هذه الأسماء، أسماء الشّهور العربيّة.

 

شهر رجب هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية وهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله عز وجل فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:36].

 

معنى رجب، وسبب تسميته بهذا الاسم:

رجب في اللغة مأخوذ من رجبَ الرجلَ رجَبا، ورَجَبَه يرجُبُه رجبًا ورُجُوبًا، ورجَّبه وترَجَّبَه وأرجبَهَ كلهُّ: هابه وعظَّمه، فهو مَرجُوبٌ. ورجب: شهر سموه بذلك لتعظيمهم إياه في الجاهلية عن القتال فيه، ولا يستحلِّون القتال فيه.

 

ذكر أن شهر رجب له أربعة عشر اسمًا:

شهر الله، ورجب، ورجب مضر، ومنصل الأسنة، والأصم، والأصب، ومنفس، ومطهر، ومعلي، ومقيم، وهرم، ومقشقش، ومبريء، وفرد، وذكر غيره: أن له سبعة عشر اسمًا فزاد: رجم بالميم، ومنصل الآلة وهي الحربة، ومنزع الأسنة.

 

-  رجب: لأنه كان يرجب في الجاهلية، أي يعظم.

- الأصم: يتركون القتال فيه، فلا يسمع فيه قعقعة السلاح، ولا يسمع فيه صوت استغاثة.

- الأصب: لأن كفار مكة كانت تقول: إن الرحمة تصب فيها صبًا.

(رجب الأصبّ: لأن الله يصب فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صباً، وهو تقدمة لشهر رمضان وتهيئة لشهر شعبان).

- رجم: بالميم لأن الشياطين ترجم فيه، أي تطرد.

- الهرم: لأن حرمته قديمة من زمن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

- رجب مُضر: نسبةً لقبيلة مُضَر، لأنّها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنُسب إليهم.

- المقيم: لأن حرمته ثابتة لم تنسخ، فهو أحد الأشهر الأربعة الحرم.

-  المعلى: أعلى سهام الميسر الذي يحدد الأنصبة عندهم، فيقولون لفلان: السهم المعلى، وسمي بذلك لكونه رفيعًا عندهم فيما بين الشهور.

-  المبرئ: كانوا في الجاهلية يعدون من لا يستحل القتال فيه بريئًا من الظلم والنفاق.

-  المقشقش: من تقشقش البعير إذا برئ من الجرب، لأن المتمسك بدينه في الجاهلية المحرم لرجب يبرأ من النفاق، فيمتاز عن المقاتل فيه المستحل له.

-  شهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه العتيرة، وهي المسماة الرجبية، نسبة إلى رجب.

- رجب الفرد: لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي هي سرد (ذوالقعدة، ذوالحجة، المحرم).

 

لكن ما يهمنا من كلّ هذه الأسماء هي الأسماء الّتي وردت في أحاديث أهل البيت عليهم السلام منها ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):"ألا إنّ رجب شهر الله الأصمّ وهو شهر عظيم، وإنّما سمي الأصم لأنه لا يقاربه شيء من الشهور حرمة وفضلاً عند الله، وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليّتهم فلمّا جاء الإسلام لم يزدد إلا تعظيماً وفضلا".

مستدرك الوسائل، ج21، ص475.

 

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جاء شهر رجب جمع المسلمين حوله وقام فيهم خطيباً "… أيها المسلمون قد أظلكم شهر عظيم مبارك، وهو شهر الأصب يصبّ فيه الرحمة على من عبده إلا عبداً مشركاً أو مظهر بدعة في الإسلام". ميزان الحكمة / ج ٢.

اللهم اجعلنا ممن يعظّمونه وينهالون به رحمتك ورأفتك.

المصدر: لسان العرب/ بتصرف.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد