شعائرنا
الخير والفضل في شهر شعبان
|1|
شهر رمضان مائدة وقاعة الضيافة الإلهيّة. هو مَضافة عظيمة. من دخلها وكان متأهّباً لدخولها، مستعدّاً، باذلاً همّته وما يستطيعه فيها، فإنّه سيستفيد من كلّ ما أتاحه الله تعالى على هذه المائدة من النعم والخيرات. وسيحصل لنفسه على نفعٍ كبير منها. وهذه المنافع والمواهب الإلهيّة لا يتوفّر مثلها في غيره من شهور السنة. هي من مختصّات شهر رمضان.
فمن أنواع وأقسام هذه الضيافة الإلهيّة: الرحمة الإلهيّة، العزّة الإلهيّة، التوفيق الربّانيّ، القرب الإلهيّ، الشعور بالاستغناء الناشئ عن التفضّل الإلهيّ، الرزق المادّيّ، الرزق المعنويّ. كلّ ذلك من بركات شهر رمضان المبارك. كلّ ذلك من صنوف المواهب التي أعدّها الله تعالى على هذه المائدة الإلهيّة.
ولكي يتمكّن الإنسان عند دخوله لهذه المضافة أن يمعن النظر جيّداً في النعم الإلهيّة الموجودة فيها؛ كي لا يصاب بالغفلة والذهول. كي يبقى منتبهاً لكلّ ما يراه هناك. وكي يعرف أين يجلس تحديداً، ومن أيّ بابٍ يدخل؛ كي يتمكّن من الاستفادة التامّة من الضيافة الإلهيّة؛ كي نكون على جهوزيّةٍ واستعدادٍ لهذه المواهب العظيمة، فقد كان شهري رجب وشعبان.
فلرجب نكهة ولون خاصّ، ولشعبان نكهة ولون آخر. شهر رجب هو في الأغلب شهر الصلاة. وأمّا شهر شعبان فهو في الأغلب شهر الدعاء والصيام. شهر التوسل، وشهر المناجاة. وشهر: "واسمع دُعائي إذا دعوتك، واسمع ندائي إذا ناديتك"؛ شهر مناجاة الله المتعال. شهر وَصْلِ هذه القلوب الطاهرة بمعدن العظمة، معدنِ النور، ويجب معرفة قدر ذلك. لدينا العديد من الأدعية، المليئة بالمضامين السامية، لكن بعضها أكثر تمايزاً. هكذا هو شهر شعبان. حيث تستغل القلوب الطاهرة ــ القلوب النورانية وقلوب الشباب ــ هذه الفرصة، وتستفيد منها لتقوية علاقتها بالله.
من كلمات الإمام الخامنئي (دام ظله)/ بتصرف.