ديننا
نفحات نورانية من المناجاة الشعبانية
|1|
المناجاة الشعبانيّة المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) هي من أرقى المناجاة وأسمى المعارف الإلهيّة التي تشتمل على مضامين نورانية عالية، حيث تبيّن وتعلّم الإنسان المؤمن وجوه الأدب التي ينبغي أن يلتزمها عندما يدعو الله ويناجيه ويسأله حوائجه.
ومن ضمن فقراتها: (الهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها)
يعلمنا أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الفقرة من المناجاة كيف ينبغي أن يتوجه الإنسان المؤمن إلى الله تعالى شاكياً إليه نفسَه وتقصيرَها، مقراً معترفًا بذنوبه، وأنّه أطاع هواه ونظر إلى نفسه في الدنيا وجار عليها من خلال ارتكاب الذنوب والآثام، وتعدي الحدود المشروعة وتجاوز الحق.
فيناجي ربه ليستجلب عطفه ورحمته؛ قائلاً أنا يا ربي ظلمت نفسي بتقصيري وتجاوزي، لكنني أنا العاجز أتوجه إليك لتعفو عني فأنت الرب الرحيم، فاغفر لي واصفح عني وتجاوز عن سيئاتي، وان لم تغفر يا رب فالويل لي من عذابك وغضبك، لأنّني لا أملك شيئًا سوى أن تعفوَ عنّي.
هكذا ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن يفرح بطاعته لله عزّ وجلّ، ويحزن لمعصيته ويندم عليها، ويحاول الخروج من أسرها والعودة إلى الطاعة من جديد، فيقر بذنبه ويندم على تجاوزه وجرأته ويتوب توبة نصوحة ويستغفر الله تعالى وينيب إليه، فهو الذي وعد التائبين والمستغفرين في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (1)
(1) سورة الزمر : 53
بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد.